لقاح كورونا وتجارب على الإيرانيين
يبدو أنّ إيران لم تجد ملجأ لها بعد حظر خامنئي اللقاحات الغربية المضادة لفيروس كورونا، إلّا من كوبا، البلد الذي يتشارك مع طهران بعقوبات مفروضة عليه واقتصاد هش، وعدد وافر من إصابات كوفيد-19.
وكالة رويترز للأنباء كانت أوردت تقريراً حديثاً تحدّث عن تحالف عقد بين إيران وكوبا من أجل نقل التكنولوجيا المتعلقة بأكثر لقاحاتها المحتملة المضادة لفيروس كورونا تقدماً، وإجراء المرحلة الأخيرة من التجارب السريرية للقاح على البشر في إيران.
يأتي ذلك بعد نشر المرشد الإيراني علي خامنئي تغريدة عبر تويتر، نُشرت على حسابه الرسمي الناطق بالإنجليزية، قال فيها: “اللقاحات الأمريكية والبريطانية غير مسموح لها بدخول البلاد.. لا ثقة بها. ربما يريدون تجربة اللقاح على دول أخرى”.
اللافت أنّ طهران نبذت كبرى شركات العالم التي أنتجت لقاحات، أمثال لقاحات “فايزر-بايونتيك” و”موديرنا” و”استرازينيكا-أكسفورد”، ولجأت إلى دولة منهكة جرّاء العقوبات وليست متقدمة في إنتاج لقاحات طبية، وكل ما اشتهرت به لا يعدو أن يكون سيجاراً، لتعتمد عليها في تجريب لقاح على ملايين الإيرانيين المرهقين بوباء كورونا وقبله أوضاع معيشية سيئة.
وعلى الرغم من التصريحات الأممية بضرورة عدم تسييس ملف اللقاحات في إيران، خصوصاً أنّ العقوبات المفروضة على طهران تستثني بطبيعة الحال المنتجات الطبية، إلّا أنّ خامنئي وعبر تصريحاته الأخيرة، يصرّ على إضفاء الطابع السياسي على هذا الملف وما يرفق ذلك من مهاترات سياسية ومكابرة، من دون أن يراعي أن بلاده تئن تحت وطأة كورونا، وهي البلد الأكثر تضرراً جرّاء الوباء في منطقة الشرق الأوسط.
وكان معهد “فينلاي” للقاحات في كوبا أعلن في ساعة متأخرة من مساء يالجمعة الفائت، أنّه وقع اتفاقاً مع معهد “باستور” الإيراني للتعاون في اختبار “سوبيرانا 2”.
وتعتزم هافانا تحصين سكّانها في النصف الأوّل من 2021 بلقاحها الخاص، وهو ما دفعها إلى الاتفاق مع طهران والذي يشمل إجراء المرحلة الأخيرة من التجارب السريرية على الإيرانيين.