“البقاء على قيد الحياة” أولوية زعيم تنظيم داعش الإرهابي الجديد
- لم يعلن تنظيم داعش عن اسم زعيمه الحقيقي لتعقيد جمع المعلومات الاستخباراتيه عنه
- التنظيم الإرهابي يواجه مشاكل عديدة في جنوب شرق آسيا
يشكل “البقاء على قيد الحياة” أولوية الزعيم الجديد لتنظيم داعش الإرهابي، بعد إعلان مبايعته الخميس، وذلك بهدف الحفاظ على نقطة ارتكاز لمختلف التشكيلات التابعة للتنظيم المتطرف، وفق ما يقول الخبير في المجموعات الجهادية هانس-جاكوب شندلر.
عرّف التنظيم في تسجيل صوتي عن زعيمه الجديد باسم أبو الحسن الهاشمي القرشي، وهي كنية يتشاركها مع سلفه، نسبة الى قبيلة قريش التي ينتمي إليها النبي محمّد على الأرجح
ولم يعلن تنظيم داعش عن اسم زعيمه الحقيقي، في خطوة يقول محللون إن هدفها تعقيد عملية جمع المعلومات الاستخباراتية عنه.
والزعيم الجديد هو الثالث للتنظيم منذ العام 2014، حين أعلن “دولة الخلافة” وسيطر على مساحات واسعة في سوريا والعراق المجاور.
ويقول شندلر، مدير مركز “مشروع مكافحة التطرف” للأبحاث والخبير السابق لدى الأمم المتحدة في شؤون التنظيمات الجهادية، في حوار مع وكالة فرانس برس، إن التنظيم المتطرف يواصل العمل بشكل جيد رغم مقتل قادته المتعاقبين، لكنّه يحتاج بطبيعة الحال إلى اسم يتحلّق حوله.
كيف يتعامل التنظيم مع مقتل اثنين من قادته في غضون عامين؟
“لننظر إلى أبو بكر البغدادي. كان يدلي بتصريحات بشكل دائم، كما ينبغي للخليفة أن يفعل، لكنه مات.
اتخذ (خلفه أبو ابراهيم الهاشمي) القرشي مساراً معاكساً تماماً من خلال حصر تواصله مع عدد محدد من الأفراد وقد مات أيضاً.
يشكل العثور على قائد لا بدّ منه لتقديم الولاء، تحدياً حقيقياً. فهذا ما يربط غرب افريقيا مع شرقها وجنوب شرق آسيا وسواها. هكذا تعمل الشبكة الإرهابية
من دون ولاء (لزعيم)، ليسوا إلا جماعة إسلامية في مكان ما، ومن هنا الحاجة الى نقطة ارتكاز.
ولنتذكر أن جماعة طالبان لم تقرّ إلا بعد وقت طويل بوفاة الملا عمر. طيلة سنوات، كان خلفه هادئاً للغاية. لذلك، ربما رغبوا باتباع الطريق ذاته، لكن كان بإمكانهم إصدار بيان يقولون فيه إن ذلك(إعلان وفاته) ليس إلا كذبة”.
لماذا أخذ تنظيم داعش وقتاً قبل الإقرار بمقتل زعيمه؟
“من الصعب التحديد أتصوّر أنهم أرادوا شخصاً من لحم ودم. لأن إذا لم يكن الأمر كذلك، وبصدق، من سوى الأمريكيين يعرف بما لا يقطع الشك باليقين أن القرشي قد مات؟ لم أر أي صور، حتى لو رأيتها لم أكن لأعلم ما إذا كانت
تعود له أم لا. عليهم التأكد ألا يحدث ذلك مرة ثالثة. هذا أمر مؤكد! قادة التنظيم كلهم تركوا التنظيم بسبب الوفاة، ولم يتوفوا بسبب الشيخوخة (…). التفسير الوحيد للتأخير أنهم وجدوا طريقة لضمان أمن هذا الرجل. قد لا يكون
موجودا في إدلب وربما يكون أكثر تكتماً من القرشي، ويمكنه نظرياً أن يكون اختلق اسماً بالكامل”.
ماذا عن وضع التنظيم حالياً؟
“تشكل افريقيا +قصة نجاح+. باتت لديهم ولايات جديدة فيها. في أفغانستان، تسير الأمور على خير ما يرام. مع كل زلّة قدم من طالبان، يجذبون أعضاء جددا. حتى أنهم نفذوا هجوماً خلال الأسبوع الماضي في بيشاور، خارج أفغانستان.
في جنوب شرق آسيا، يواجهون مشاكل، لكن بالإمكانك إلحاق أضرار كبيرة من دون الحاجة الى منتسبين كثر. يمكن شنّ هجمات صغيرة مروعة، كما جرى في فرنسا. من الناحية الاستراتيجة، يمكن القول إن أداء التنظيم ليس سيئاً.
الاستمرار في قتل قادته يُعدّ مشكلة بالنسبة له من دون أدنى شكّ، لكن ما من جدال إزاء استدامة الشبكة. لن يكون هناك من خلافة في المستقبل القريب في أي بقعة، لكن التنظيم يواصل عمله كشبكة إرهابية”.
ما أولوية الزعيم الجديد للتنظيم؟
“البقاء على قيد الحياة! وظيفة زعيد داعش الجديد في المقام الأول أن يشكّل نقطة ارتكاز بين الفروع كافة. لا يطرح الإدلاء ببيانات إشكالية كبرى. يمكن أن يفعل ذلك كل شهرين أو ثلاثة. لكنّ الانخراط على المستوى العملياتي محفوف بمخاطر جمّة.
لأنّ ذلك يعني التواصل مع الآخرين ولن تكون إلا مسألة وقت (حتى يُقتل).