دمشق، سوريا، 23 نوفمبر، (جابر المر، أخبار الآن)
“بيان مزعل” عميل لدى النظام شغل اسمه المنطقة الجنوبية بأسرها في الآونة الأخيرة بعد أن انتقل من قيادة إحدى المجموعات إلى القتال مع النظام في دخوله منطقة السبينة، وكان له دور بارز في إدخال قوات النظام إلى المنطقة الجنوبية من دمشق.
بداية نشاطه
“أبو عمر بيان” هكذا يُكنى زعيم جواسيس جنوب دمشق وهو قائد الخلية الأمنية التابعة للنظام المزروعة في جنوب دمشق والذي انضم للجيش الحر كمنشق عن الأمن العسكري وبدأ نشاطه مع مجموعة جند الله ثم ما لبث أن صار قائدها، ليشكل مع بعض القادة الآخرين ما يسمى بالفرقة الرابعة التي انكشف أمر قياداتها حيث أن معظمهم مخبرين وجواسيس للنظام.
عصابة تابعة للنظام
مع تحرير مخيم اليرموك تمركز “أبو عمر مزعل” ومجموعته على مداخل المخيم فذاع صيتهم بين المدنيين من أبناء مخيم اليرموك والحجر الأسود على أنهم لصوص أكثر من كونهم محاربين، فأول أعمال “بيان مزعل” كان أن سرق أثاث جميع الشقق السكنية الموجودة في شارع ال 15 وهو أحد أرقى أحياء اليرموك، وخزن مسروقاته في مستودعات في الحجر الأسود، ليتم نقلها وبيعها تباعا إلى خارج المنطقة عن طريق حاجز السبينة التابع للنظام، يساعده في ذلك بعض العملاء أمثال “دريد أبو النور (كابتيكون)” المجرم الذي عرف عنه بيعه للمخدرات، والذي تمت تصفيته منذ فترة قريبة على يد عناصر الجيش الحر، و”أبو هارون” الذي أعدمته الهيئة الشرعية، و”أبو فهد (ميازة)” قائد كتيبة صقور الجولان المعروف بسرقاته وعمليات التعذيب التي كان يمارسها بحق المدنيين.
إشعال الفتن
لم يكن تمركز “بيان مزعل” بين مخيم اليرموك والحجر الأسود مجرد صدفة، إنما استطاع هذا الرجل دب الخلاف بين أبناء مخيم اليرموك من الفلسطينيين وأبناء الحجر الأسود من أبناء الجولان المحتل، فكان “بيان” يقوم بنقل الشائعات بين الحيين، أو يقوم ببعض سرقات الحجر الأسود ويتهم أبناء اليرموك بها والعكس صحيح، وإن لزم الأمر أطلق “بيان مزعل” النار بين الكتائب ليوهمهم بأن كل طرف يريد تصفية الطرف الآخر، حتى باتت كتائب المنطقتين تكيل البغضاء لبعضها ولا يجمع أمرهم كلمة.
سقوط السبينة
بعد اكتشاف الثوار أمر “بيان مزعل” وكتيبته وحجم الفتن التي أثارها، تمت مداهمة مقراته ووجد لديه مستودعات من الأثاث كلها من المسروقات لدرجة أن الرجل كان يسرق كابلات الكهرباء الموجودة في المنازل ليبيع نحاسها لحاجز النظام الموجود في السبينة، وبعد أن فضح أمره فر مع مجموعته وتمركزوا قرب حاجز السبينة ذاته حيث احتمى بقوات النظام فصعب على الجيش الحر الوصول إليه، ومع دخول قوات النظام إلى المنطقة الجنوبية تفاجئ كل مقاتلي الجيش الحر أن “بيان مزعل” وجماعته كانوا يقاتلون إلى جانب النظام، كما أن معرفة “بيان مزعل” للطرقات هي ما سهل عملية دخول الجيش إلى السبينة.
“بيان مزعل” خارج سوريا
علمت أخبار الآن من مصدر مسؤول في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة، رفض ذكر اسمه لدواع أمنية أن بيان مزعل أصبح مع شخص آخر من مجموعته يدعى “أبو هشام” في دولة الكويت، وقد أرسلهما النظام بعد أن أنهيا مهمتهما في جنوب العاصمة، وقد يكون فرار “بيان مزعل” الذي أصدرت الفرقة الرابعة بيانا تنفي علاقتها به، وتجرم من يتعامل معه من قواتها خوفا على حياته بعد أن أصبح حتى أطفال المنطقة يعلمون بقصة قتاله إلى جانب النظام وتاريخه السلوكي الإجرامي.
بعد كل ما أشيع عن قدرات النظام وميليشيات حزب الله وأبو الفضل العباس في القتال وعن تمكنهم من اقتحام السبينة ببساطة ودون مقاومة تذكر، إلا أن عميلا واحدا كـ”بيان مزعل” يُشعر كل السوريين بالغضب والخذلان ويجعلهم يلومون كل قيادات الجيش الحر ويحثونهم على اتخاذ تدابير وقائية أكثر صرامة لألا تتكرر المأساة.