بعد عام على سيطرة الجيش الحر على حي طريق السد ومخيم درعا عادت قوات النظام لتحاول اقتحامهما من عدة محاور مدعومة بمقاتلين من حزب الله اللبناني وقوات إيرانية وذلك بعد أن اصبحت المنطقة نقطة تمركز للجيش الحر.
اشتباكات عنيفة دارت على عدة جبهات تمكنت خلالها قوات النظام من التقدم الى اطراف الحي والسيطرة عدد من المباني والتمركز بداخلها، وهو ما عزاه الجيش الحر إلى قلة الذخيرة والدعم اللوجستي، الأمر الذي استدعى اعلان للنفير العام بعد مرور خمسة ايام على الاشتباكات المتواصلة في مدينة درعا محاولاً صد عملية الاقتحام الشرسة التي تشنها قوات النظام.
قامت كثير من الألوية من ريف درعا بتلبية نداء “الفزعة” ولم يتوانى المقاتلون عن النصرة مثل حركة المثنى الاسلامية وحركة احرار الشام ولواء اليرموك وعدد من الكتائب المستقلة جميعها جاءت ضد محاولة الاقتحام ولمساندة لواء شهيد حوران الذي يرابط على الجبهات.
خلال حديثنا مع “لورنس أكراد” أحد مقاتلي مجموعة الاقتحام :”نحن لن نسمح لقوات النظام باقتحام طريق السد رغم القوة الهائلة والتعزيزات التي جلبها من قوات ايرانية وميليشيات حزب الله”، مضيفا، “ان قوات النظام تستخدم سياسة الارض المحروقة فلا تدخل إلى منزل إلا وتقوم باحراقه أو تفجيره ونحن نحاول بشتّى الوسائل منع قوات النظام من التقدم ولله الحمد استعدنا السيطرة على عدة مناطق وابنية حيوية”.
كما قام الجيش الحر بهجوم معاكس على قوات النظام وحاول الالتفاف عليهم وتمكن خلالها من دحر قوات النظام واستعادة السيطرة على عدة مباني كانت تحتلها قوات النظام، وبسؤال ” أبو عدنان” أحد القادة الميدانين في الجيش الحر عن سر ضراوة هذه المعركة والتعزيزيات الهائلة التي أرسلها النظام مساندة لقواته، أكد لنا أهمية حي طريق السد وموقعه الاستراتيجي الذي يربط الريف الشرقي بالريف الغربي في المحافظة وأن اقتحامه يعني قطع االشريان الحيوي الذي يستخده الثوار في ادخال السلاح والمساعدات.
لم تقتصر المعركة على محاولة الاقتحام بل قطعت قوات النظام المواد الغذائية والمحروقات ومنعت دخولها الى الاحياء المحررة متبعين سياسة التجويع بالاضافة الى القصف العشوائي الذي يتعرض له حي طريق السد ومخيم درعا يوميا مخلفا عشرات القتلى والجرحى.