طنجة, المغرب, 4 ديسمبر 2013, وكالات – أخبار الآن –
كشف مسؤولون مغربيون عن سعي الحكومة لجعل مدينة طنجة السياحية مركزا اقتصاديا في منطقة البحر المتوسط, لتنافس المراكز الصناعية الكبرى في اوروبا.وكان العاهل المغربي محمد السادس قد دشن مشروع “طنجة الكبرى” في سبتمبر ايلول, والذي سيستغرق تنفيذه خمس سنوات بين 2013 الى 2017 بتكلفة تقدر بنحو920 مليون دولار في جميع القطاعات.ويهدف البرنامج الى الاستفادة من الصناعات الموجودة بالفعل في المنطقة، والسعي الى جذب صناعات جديدة على أمل تعزيز توفير الوظائف للسكان المحليين.
ويقول فؤاد العمري رئيس بلدية (عمدة) المدينة انه يأمل ان يحول برنامج التطوير طنجة الى مركز اقليمي كبير. وقال فؤاد العمري “رهاننا ان تكون مدينة طنجة قوة اقتصادية ليس على مستوى الجهة فقط ولكن قوة اقتصادية على المستوى الإقليمي اي البحر الأبيض المتوسط. نراهن على اننا سنجلب الكفاءات المهنية من مختلف الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط ونراهن على ان تكون طنجة مميزة في ضفة البحر الأبيض المتوسط وان تلعب دورا محوريا وأساسيا في البحر الأبيض المتوسط.”
وطنجة هي ثاني أهم مركز صناعي في المغرب بعد الدار البيضاء وبها صناعات متنوعة وأكبر وأحدث ميناء بحري مغربي هو طنجة المتوسط. وفي طنجة ايضا مناطق تجارة حرة ومناطق صناعية تعزز التنمية الصناعية بالمنطقة.
وقال محمد عز الدين التقة وهو نائب المدير العام الشركة بولي ديزاين الكندية التي تصنع قطع غيار السيارات في منطقة التجارة الحرة وتوظف 750 عاملا ان برنامج التنمية خطوة في الاتجاه الصحيح.
وأضاف التقة “هذه المناطق الصناعية خلقت في الماضي عددا من المشاكل ومن الأوضاع غير الصحية. اما اليوم فان هناك بعض الإيجابيات. اذا تحقق هذا المشروع ستكون هناك حلول بالنسبة لنا كصناعيين. ستعطينا ثقة في المستقبل.”
ولن يقتصر برنامج طنجة الكبرى على تطوير كل الآنشطة الاقتصادية الكبرى في المدينة فقط لكنه يهدف الى تحسين الظروف المعيشية للسكان وتنمية البيئة الاجتماعية.
ويشمل جزء من ذلك نقل الأنشطة الصناعية بعيدا عن المناطق السكنية. وقال عمر مورو البرلماني ورئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات لولاية طنجة “في القطاع التجاري جاء هذا المشروع لإعادة هيكلة هذا القطاع الكلي وتنظيمه. وبالنسبة للقطاع الصناعي جاء لتنقيل بعض الوحدات الصناعية من داخل المدينة وبعض المناطق الصناعية داخل المدينة لانها صناعات مزعجة. هذه الصناعات ستكون لها تنافسية اكثر. ستجعل من طنجة قطبا اقتصاديا يوازي القطب الاقتصادي في أوروبا.”
ويشمل البرنامج الطموح خططا لبناء عشرات المدارس ومراكز الرعاية اليومية والعيادات الجديدة بالاضافة الى انشاء مدينة رياضية على مساحة أكثر من 60 فدانا. كما سيتم إعادة تأهيل المواقع التراثية في طنجة حيث تقرر ترميم سبعة مساجد قديمة وبناء 11 مسجدا جديدا. وقال أستاذ جامعي وناشط يدعى عادل الحافظي العلوي “كمجتمع مدني دورنا هو تحسيس ساكنة المدينة العتيقة (توعية سكان المدينة القديمة)بهذا المشروع لان الساكنة تجهل محتوى هذا البرنامج وآفاقه. نحن كمجتمع مدني نحاول ان نكون صلة وصل بين السلطات والمنتخبين الذين يشرفون على هذا البرنامج وساكني المدينة العتيقة.”
ويتوقع مسؤولون ان يقفز عدد سكان طنجة الذين يقدرون حاليا بنحو 1.1 مليون نسمة الى نحو مليوني نسمة بحلول عام 2017. وتأمل الحكومة ان تصبح طنجة بحلول ذلك العام بوابة استراتيجية الى اوروبا وافريقيا وامريكا آسيا الأمر الذي يوفر للسكان المحليين فرص وظائف ويبعث حياة جديدة لمناطق شمال المغرب التي طالما عانت الاهمال.