كثيرة هي التقارير الصحفية التي تتحدث عن التطرف وتواجد قوى سلفية على الأراضي السورية للمشاركة في المعارك التي تدور ضد النظام السوري، لكن هناك شبه تعتيم على وجود آلاف المقاتلين الذي يقاتلون تحت نفس المبدأ وبنفس الأسلوب والطريقة تحت اسم المقاومة ودفاعاً عن النظام السوري.
مقامات دينية يتم العمل من تحت ستارها لجلب مئات المقاتلين من العراق ولبنان وأفغانستان وباكستان وكل الدول التي يوجد فيها تواجد شيعي، حيث يتم استغلال النعرات الدينية لديهم وحثهم على القتال ضد من يريد القضاء عليهم وعلى وجودهم في منطقة الشرق الأوسط وتدمير مقاماتهم، ممارساتهم لا تختلف عن ممارسات المتطرفين المتشددين كتنظيم القاعدة وغيرها، حيث أنهم يمارسون أبشع أنواع القتل ضد كل الامكان التي تشكل بيئة حاضنة للثورة السورية.
معظم اللاجئين القادمين من الأراضي السورية وتحديداً من حمص والقلمون والنبك مؤخراً حدثوا أخبار الآن عن ممارسات طائفية مورست بحقهم من قبل مليشيات طائفية عراقية ( شيعية ) تقوم على قتل المدنيين وحرق المنازل ونهبها، منهم من فقد أبنائه ومنهم من تم تصفية أقارب له على يد هذه المليشيات وتحت مسميات طائفية.
“محمد” لاجئ من قارة وصل الى مدينة عرسال اللبنانية مؤخراً مع عائلته حيث شاهد مراحل الاقتحام بأكملها، يقول:” عند دخولهم المدينة كانوا يضعون شارات صفراء على ايديهم وشعارات طائفية على ووجههم وكانوا يصرخون بعبارات طائفية تدعو الى قتل أهل السنة، وكانوا يدخلون المنازل ويبدأون بنهبا ومن ثم حرقها بعد إخراج كل محتوياتها، ولم يسلم منهم اي شاب وقع بين أيديهم فهناك من تم تصفيتهم ميدانياً وأمام أعين ذويهم وأقاربهم”.
“ياسر” لاجئ اخر من قارة أيضاً يقول: “كيف تطلبون من الشعب السوري أن لا يؤيد أي جهة تقاتل معه ما دامت هذه الجهة تدافع عنه وعن أرضه، كما أن هناك تطرف من الجانب السني هناك أيضاً تطرف من الجانب الشيعي وانا لا أدافع عن طرف دون أخر، لكنني أجد الجميع يتحدث عن التنظيمات المتشددة ولا يتحدث عن تطرف اخر شيعي لا يرحم الأرض ولا البشر ويحرق كل ارض يقوم باحتلالها”.
صور المقاتلين القادمين من العراق ولبنان باتت تنشر على العلن ضمن صفحات الفيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعي، حتى أن هناك أغان باتت تنتشر على اليوتيوب وتحديداً من العراق تنادي بقتل عناصر الجيش الحر والانتقام لثأر تاريخي يعود لأكثر 1400 سنة مضت.
مؤخراً وعند بداية معارك تحرير الغوطة تم اسر العشرات من مقاتلين عرب يقاتلون مع النظام وجميعهم قدموا إلى الأراضي السورية تحت اسم ( حماية المقدسات ) وتم العثور على أجهزة الجوال لديهم عشرات المقاطع التي تثبت تطورهم في جرائم بحق الشعب السوري تحت مسميات طائفية، وعند سؤال بعضهم عن سبب قيامهم بمثل هذه الأعمال كان الجواب لدى الجميع: “نحن نقوم بواجبنا الديني الذي تربينا عليه”.
على ما يبدو باتت سوريا ملتقى لكل أنواع القتال تحت اسم الدين، لكن المؤلم أن وسائل الإعلام العربية والغربية حتى تعطي الاهمية الكبرى لتنظيمات جهادية لا تقل خطورة عن التنظيمات التي تم ذكرها، لكنها تهمل جانباً اخر لا يقل خطورة وهو سبب مهم في تأجيج حرب طائفية قد تدخل سوريا في حرب تستمر سنوات طويلة بين كر وفر يدفع فيها المواطن السوري ثمن نارها، واكبر مثال هو الأخبار القادمة من مدينة النبك التي تم إحراق العديد من سكانها على يد هذه الميلشيات الطائفية القادمة من العراق ولبنان وغيرها مع وضع شعارات انتصار لهم على صفحاتهم على الفيس لقتلهم مدنيين هم بالأصل أصحاب الأرض التي احتلوها تحت “واجبهم الجهادي المقدس”.