بنغازي، ليبيا، 21 يناير 2014، (فدوى القلال، أخبار الآن) –
عندما كنت في زيارة الى مدينة بنغازي ذهبت ذات يوم الى ميدان البلدية الشهير بمكتباته الصغيرة، تلك المكتبات التي كانت يوما ما ملتقى لمثقفي المدينة. وجدتها خالية من القراء و كأنها تحولت الى بيوت مهجورة يقف فيها صاحب المكتبة وحيدا متأسفا على حال الثقافة في بلاده.
في البداية ظننت ان ربما يكون العزوف عن شراء الكتب سببه تكاسل صاحب المكتبة او عدم توفر الكتب لديه لكن لم يكن الأمر هكذا…
فعندما دخلت الى مكتبة “رابح” وجدت جميع أنواع الكتب، الأجنبية و العربية و المحلية؛ السياسية منها و التاريخية والثقافية و العلمية و كتب الاطفال.
“طبعا المكتبة هذي لو مطعم، توا تلقاها بالطابور” هذا ما قاله لي صاحب المكتبة الذي رحب بنا و سمح لنا بتصويره لعله يوصل رسالته للقراء او يذكرهم بما اهملوه لعقود طويلة. حدثني عن ظاهرة عدم إقبال الناس على القراءة و عن اندهاشه لعدم تغير تلك الظاهرة حتى بعد 2011، فبعد اعوام من الرقابة المشددة على الكتب، تتوفر الآن جميع الكتب التاريخية و السياسية التي كانت ممنوعة أثناء حكم القذافي.
و عند خروجي من المكتبة لفت انتباهي رف به تنوع مميز من الكتب السياسية، ثمة كتب عن ايام المملكة و اخرى ضدها، كتب عن القذافي وضده، و اخرى ايضا ضد جماعة الإخوان المسلمين … بدا لي و كأن هناك نوع من الحرية فيما يخص الرقابة على الكتب في ليبيا ولكن للأسف المواطن لم يعد يُقدر اهمية ذلك الحق الذي ربما يُسلب منه مجددا في المستقبل القريب!
فليبيا اليوم تشهد صراعا سياسيا ربما لم تشهده من قبل، فليتخذ شبابها الثقافة حصنا له لعلها تساعده على عبور المرحلة بنجاح، يقول هنري والاس: “أحيـــاناً تكـون قراءة بعض الكتـب أقوى من أي معركـة”