سراقب، ريف إدلب، سوريا، 20 يناير، (علي أبو المجد، أخبار الآن)
انسحب عناصر داعش من مدينة سراقب، احدِ ابرز معاقلهم في محافظة ادلب شمال غربي سوريا، اثر معارك مع فصائل الجيش الحر. أخبار الان زارت المدينة واطلعت على أحوال الأهالي هناك. هكذا بدت شوارع مدينة سراقب بريف ادلب بعد معركة استمرت ثلاثة ايام بين كتائب المعارضة من جهة وداعش من جهة أخرى، حيث ادت هذه الاشتباكات الى تحرير المدينة من هذا التنظيم الذي ارتكب فيها عدة تجاوزات بحق المدنيين كما يقول الناس.
يقول ابو علي وهو بائع بنزين: “هذه البراكية (محل صغير من الحديد ) لخالي كان يعمل هنا، اسمه ابراهيم القسوم الملقب بابراهيم الزبار، كان يعمل بالمازوت والبنزين، ويبيع الفواكه والدخان ويسترزق، مثله مثل باقي الناس، جاء عناصر من تنظيم داعش، هم يطلقون على انفسهم هكذا ولكنهم لا يعرفون شيئا من الاسلام، يردون بنزين، كان معه ابنه عمره حوالي ست سنوات، تأخر ابنه لتنفيذ امر والده ان يأتي بالمكيال مما اضطره ان يسب فقال له له لماذ تكلمت هكذا فرد عليهم : هل أتيتم لتعلموننا دييننا ، اذهبو من هنا فليس لكم عندي بنزين، بعد حوالي ساعة جاء ملثمين من التظيم واخذوه الى المحكمة، وبعد مراجعة المحكمة من قبل زوجته وامه واخته وخالتي وكلنا جميعا، فقالو لنا نريد ان نعاقبه لانه كفر بالذات الالهية ، ولكن بعد ثلاثة ايام تفاجانا بجثته مرمية بالقرب من مشفى الشفاء وكان مرميا برصاصة في الرأس، عمره 37 سنة ولديه ثلاثة اولاد”.
يروي كنعان وهو بائع مجوهرات قصته فيقول: “نحن تعرضنا لمشكلة مع داعش، بدون اي سبب، حيث تم اجبارنا على تسكير المحلات لمدة من 20 حتى 25 يوم، انضرب اسمنا في السوق على اثر هاي المشكلة نحن ليس لنا ذنب سوى ان الرجل الذي لهم مشكلة معو له رصيد عند اخي نعمان بشركة الصرافة، الرجل هو شريف ولكن تم اتهامه بتهم عدة ، ولم تحل المشكلة حتى اضطر الرجل ان يدفع للتنظيم حوالي 80 مليون ليرة سوري”.
وكذلك خلال المعركة التي دارت بيت الطرفين ، لم يسلم المدنيون من قناصي داعش الذين كانو يستهدفون بدورهم كل من يقع تحت مرمى نيرانهم.
يقول ليث فارس الناشط المدني: “نحن كفريق اسعاف كان متواجد اثناء فترة الحرب، شخص مدني اصيب برصاص قناص، جهة المصدر هي داعش ، نحن كمدنيين لم يسمح لنا بسحب المصاب، لان كانت الحالة خطرة كتير ، اضطر طاقم الاسعاف ان ياتي بسيارة مصفحة تصد رصاص القناص ، وبعد سحب المصاب نحن كملنا الموضوع ، أؤكد لك ان الوضع مزري جدا والاصابات المدنية كثيرة وواضحة في البلد”.
هذه هي المحكمة الشرعية لفض النزاعات والخصومات لدى تنظيم الدولة ، ولكن كما يقول الناس هنا ان التنظيم كان يحاكم المتهمين هنا وفق شريعة خاصة به بعيدة كل البعد عن الا سلام الذي جاء به النبي محمد صلى الله عليه وسلم.