بنش، 29 يناير، (عمر حاج قدور – أخبار الآن)–
تقع مدينة بنش في الشمال السوري وتبعد عن محافظة إدلب ((7 كم)) إلى الشرق تحيط بها كروم الزيتون والتين من جهة الشمال والغرب و تلفها السهول الزراعية الخصبة من الجنوب والشرق.
تعود تسميتها إلى أصول سريانية وتعني (( ابن الإنسان أو ابن الإنسانية وأيضاً مزرعة الأشبال أو الأسود )),تتمتع بمناخ معتدل وتبلغ مساحتها(( 15000هكتار منها 1100 مشجرة)) ويبلغ عدد سكانها (( 45000 نسمة )).يرجح علماء الآثار ان بناء المدينة يعود للعهد الروماني حيث توجد كنائس ومعابد لكنها تعرضت للتخريب أثناء الثورة السورية المستمرة منذ عام 2011, حيث لم يبقى منها إلا الجامع الكبير اليوم والذي تحول إلى مسجد في عهد الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
شهدت مدينة بنش حراكاً ثورياً من أول أيام ثورة الحرية والكرامة وخرجت مظاهرات ضخمة بها، مما دفع النظام أن يبعث بالجيش وقوات الأمن والمخابرات لأقتحام المدينة مرتين الأولى بتاريخ (( 9/8/2011 )) والثانية بتاريخ (( 13/10/2011)).حيث ارتفع عشرات الشهداء والجرحى جراء استخدام الرصاص الحي على المدنيين.وبعدما خرج قوات الجيش و الشبيحة من المدينة عاد ليقصفها لاحقاً بالمدفعية الثقيلة و الطيران الحربي و ألقى عليها بالبراميل المتفجرة.
قدمت مدينة بنش خلال الثورة السورية أكثر من (( 250 شهيد )) بين مدنيين (( أطفال وشيوخ ونساء )) ومقاتلين ونزح أكثر من 90% من أهالي المدينة أثناء معركة تحرير مطار تفتناز العسكري. وذلك بعد استهداف المدينة بالقنابل الفراغية.
أما اليوم فعاد البعض من سكانها لتصل نسبة النزوح إلى 60% خارج المدينة. ويعاني أهالي المدينة من الخوف والرعب بشكل يومي جراء استهداف المدينة بالمدفعية الثقيلة وبراجمات الصواريخ ومازالت المدينة تقع على خط جبهات قريتي الفوعة وكفريا ومدينة ادلب والتي تضم أعداد كبيرة من عناصر الجيش والأمن ومقاتلين من الحرث الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني كما يعاني الأهالي من صعوبة في تدبير أمورهم المعيشية حيث لاتتوفر الخدمات كالهرباء والمياه ويعتمدون في ذلك على مياه الخزانات المتجولة ويعانون من ارتفاع اسعار المواد الغذائية بشكل كبير.
كما يعاني أغلب الشباب من البطالة ويخاف الأهالي من أن تطول الأزمة خوفاً من الجهل والأمية نتيجة عدم توفر أماكن التعليم والتدريس فقد توقف التعليم من بدايات أحداث الثورة جراء استهداف المدارس من قبل النظام.