انجلترا، 18 فبراير 2014، صحف –

نشرت صحيفتا “واشنطن بوست” الأميركية و”الغارديان” البريطانية يوم امس، رسالة كتبها “ستيفن هوكينج” أذكى رجلٍ في العالم، أعرب فيها عن غضبه مما يحدث في سوريا.

و بدا هوكينج متأثراً جداً بما يحدث في سوريا، وخاصة تجاه وقوف العالم متفرجاً أمام الموت، وغياب التكنولوجيا والمعدات الحديثة عند الحاجة إليها لإنقاذ إنسان سوري.

يذكر ان هوكينغ من أبرز علماء الفيزياء النظرية على مستوى العالم، وله أبحاث نظرية في علم الكون، وأبحاث عن العلاقة بين الثقوب السوداء والديناميكية الحرارية.

وله أيضاً دراسات عن التسلسل الزمني، كما جعل مفاهيم الفيزياء المعقدة أكثر مرونة لتكون سهلة الفهم لدى الجميع.

كتب هوكينج: “ليس من الذكاء في شيء أن نشاهد مقتل أكثر من 100 ألف شخص أو استهداف الأطفال، بل يبدو الأمر غباءً محضاً، وحتى أسوأ من ذلك، عندما تُمنع الإمدادات الإنسانية من الوصول إلى العيادات الطبية، كما ستوثق منظمة “أنقذوا الأطفال” في تقريرها المقبل، وعندما تُبتر أطراف أطفال بسبب الافتقار إلى معدات وأدوات طبية أساسية، ويموت رضع حديثو الولادة في الحاضنات بسبب انقطاع الكهرباء”.

وكتب: “إن العدوان كانت له أفضلية أكيدة من أجل البقاء، لكن عندما تلتقي التكنولوجيا الحديثة مع العدوان القديم، فإن الجنس البشري بكامله والكثير من أشكال الحياة الأخرى على الأرض تكون مهددة”.
“ما يحصل هو فظائع مقرفة”
“ما يحصل في سوريا هو من الفظائع المقرفة”، بهذه الكلمات اختصر هوكينج ما يحدث هناك في سوريا، وتابع: “ما يجري في سوريا عمل منكر وبغيض، يراقبه العالم ببرود عن بعد، فأين ذكاؤنا العاطفي؟، أين إحساسنا بالعدالة الجماعية؟”.
هي دعوة لحماية أطفال سوريا، ألقاها هوكينج في وجه العالم: “يجب أن نعمل معا من أجل إنهاء هذه الحرب وحماية أطفال سوريا، فالمجتمع الدولي يقف متفرجًا منذ ثلاث سنوات، فيما يحتدم هذا الصراع مُجهِضًا كل أمل، وأنا بصفتي أبًا وجدًا أُتابع عن كثب معاناة أطفال سوريا، عليَّ أن أقول: كفى!”.
واختتم هوكينغ قائلا: “نحن نعرف الآن أن أرسطو كان مخطئًا، فالكون لم يوجد منذ الأزل، بل بدأ قبل نحو 14 مليار سنة، لكنه كان مصيبًا في أن الكوارث الكبرى تشكل خطوات كبيرة إلى الوراء بالنسبة إلى الحضارة. والحرب في سوريا قد لا تمثل نهاية البشرية، ولكن كل ظلم يُرتكب يكون شرخًا في الواجهة، التي تبقينا متلاحمين، ومبدأ العدالة الكوني قد لا يكون مترسخًا في علم الفيزياء، لكنه لا يقلّ أهمية بالنسبة إلى وجودنا. ومن دونه لن يمضي وقت طويل بكل تأكيد قبل أن يتوقف الجنس البشري عن الوجود”.

وأصيب، وهو في عمر 21، بمرض عصبي يدعى “التصلب الجانبي” جعل منه مع مرور الزمن مقعداً غير قادر على الحراك، وأصيب في العام 1985 بالتهاب رئوي، واضطـر إلى اجراء عملية جراحية لشق حنجرته أفقدته بعدها القدرة على الكلام كليـاً. ويتخاطب مع الآخرين بكتابة الكلمات على شاشة.
وهو إلى الآن يعتبر أعظم عقل عبقري يعيش بيننا، وصاحب الفضـل في الكثير من النظـريات الفيزيائية والعلمية غير المسبـوقة.