إدلب، 4 مارس، (عمر حاج قدور – أخبر الآن)–
معرة النعمان، مدينة الشاعر والفيلسوف العباسي أبو العلاء المعري الذي ولد وتوفي فيها وإليها يُنسب.تقع المدينة جنوب محافظة إدلب.وتقع في موقع استراتيجي حيث توجد على الأوتستراد الدولي (( دمشق – حلب )).يبلغ عدد سكان المدينة 150 ألف نسمة.أما سكان منطقة المعرة فيبلغ عددهم 400 ألف نسمة حيث تتبع لمدينة المعرة أكثر من 30 قرية وبلدة.
الأصل التاريخي لإسم معرة النعمان
عند تحرى أخبار الآن لأصل تسمية مدينة معرة النعمان.وجدنا بحسب الباحثين أن إسم معرة يعود للغة السريانية (( مغرتا )) أي المغارة لكثرة المغاور بها.كما وذكر بعض الباحثين أنها سميت في العهد الروماني (( أرا )) وفي العهد البيزنطي (( مار )) وفي العهد العباسي (( العواصم )).حيث ذكرها أبو العلاء في شعره فقال:
(( متى سآلت بغداد عني وأهلها فإني عن أهل العواصم سآل)).
يقصد بالعواصم هنا معرة النعمان.أما كلمة النعمان فرجحت الروايات انها نسبة إلى ” النعمان بن بشير” الذي توفي ولده أثناء مروره بالمدينة فبقي فيها لعدة أيام حزناً فنسبت له.
أكبر متحف للفسيفساء في بلاد الشام
تارخيا حدثنا “أبو الفضل” المسؤول عن متحف معرة النعمان عن المدينة.فقال لأخبار الآن تعتبر معرة النعمان من أهم المدن في التاريخ القديم حيث ذكرت مراجع التاريخ أنه كان لها سوراً ضخماً وقد هدم سنة “821 م”. وأن للمدينة سبعة أبواب ” حلب – شيس – حمص – نصرة – الكبير – حناك – الجنان “.
وأضاف” أبو الفضل ” أن المدينة تضم مجموعة من المباني الأثرية الجميلة منها متحف معرة النعمان للفسيفساء والفخاريات.والذي يعتبر أكبر متحف للفسيفساء في بلاد الشام.
ومن المباني التي مازالت شامخة في معرة النعمان حتى يومنا هذا متحف معرة النعمان وخان أسعد باشا وقلعة المعرة، التي تهدم جزء منها مع مرور الزمن .والمسجد الكبير بمأذنته الجميلة والمدرسة النورية ومسجد نبي الله يوشع.وتضم المدينة ضريح الشاعر والفيلسوف أبي العلاء المعري حيث يتواجد في بناء المركز الثقافي والذي يعتبر من المباني الأثرية الهامة في المدينة، حيث يتميز بطرازه المعماري الفريد والمزخرف والذي يضم قاعة للمكتبة العلائية وقاعة ضمت آثار الشاعر أبي العلاء المعري.كما يقع في منطقة المعرة في قرية دير شرقي ضريح الخليفة الأموي ” عمر بن عبد العزيز “.
معرة النعمان و الثورة
أما عن الحراك الثوري في المدينة حدثنا أهالي المعرة أن أول مظاهرة مؤيدة للثورة خرجت من المعرة بتاريخ 25/3/2011.واستمر خروج المظاهرات في المدينة حيث كان يحتشد الآلاف من أبناء المدينة على الأوتستراد الدولي وكانوا يرفعوا شعارات تطالب بالحرية وإسقاط النظام.
قدمت مدينة معرة النعمان أول شهيد في محافظة إدلب وهو الشهيد ” غسان البش ” حيث أطلقت عليه قوات الأمن النار أثناء التظاهر بتاريخ 29/4/2011.
استمر تظاهر أبناء المدينة مما دفع النظام لحشد قوات الجيش والأمن والشبيحة واقتحامها بتاريخ 8/8/2011.ونصب فيها الحواجز واعتقل العشرات من أبناء المدينة وبقيت المدينة محتلة إلى أن حررها الجيش الحر بتاريخ 10/10/2012.وطرد قوات الجيش وعناصر الأمن والشبيحة مادعى النظام لحشد قواته على أطراف المدينة حتى يومنا هذا في محاولات فاشلة لإحتلالها مجدداً بحكم موقعها الإستراتيجي.وماتزل حتى يومنا هذا قوات النظام متمركزة على أطراف المدينة في معسكريين يعرفان بأسم (( وادي الضيف – الحامدية )).و تحتشد بهما عشرات الآليات والمدرعات ومئات العناصر من قوات النظام.
المعرة اليوم
تقصف المدينة يومياً بالمدفعية والصواريخ من الطيران الحربي والمروحي.وقد شهدت المدينة دمارا واسعاً حيث دمر القسم الشرقي من المدينة بشكل كامل.أما أحياء المدينة الأخرى فتشهد دمار بنسب متفاوته.وقد نزح أغلب أهالي المدينة جراء القصف المستمر.وقدمت المدينة من بداية الثورة وإلى الآن 1400 شهيد أغلبهم من المدنيين بين أطفال ونساء وشيوخ وهناك أيضاً مقاتلين.يعاني أهالي المدينة من أوضاع معيشية صعبة بسبب تدهور خدمات الكهرباء والمياه والتعليم وغلاء الأسعار وقلة الدخل.