دبي، الامارات العربية المتحدة، 23 مارس 2014 ، (ثورة نحاس، أخبار الآن) –
مضت خمس سنوات على آخر لقاء بنا. أصبح اليوم في موقع متقدم في القوات السورية الخاصة. لكنه لا يزال يحتفظ بابتسامته الهادئة التي لا يبادر بها إلا أشخاصاً يثق بهم. سألته عن دمشق أو الشام كما نحب أن نسميها نحن السوريين. قال: “آآآآه الشام. لم تعد الشام لنا؛ بداية من طريق القصر في منطقة أبو رمانة حتى نهاية حي المالكي، لا منطقة المهاجرين، ولا مشروع دمر؛ بتنا لا نشاهد أولئك الشباب، شباب الحرس الجمهوري مصطفين على جانبي طريق القصر يرتدون بدلاتهم السوداء وأجسامهم العريضة وعضلاتهم المفتولة ونظاراتهم السوداء التي تخفي على الأغلب أعينهم الزرقاء “.
“الآن نشاهد شباب نصر الله في كل مكان في الشام وهناك … هناك عند مدخل القصر أصبح الرجل الإيراني حاضراً بقوة.” يضحك الضابط الكبير ويتابع “لم يعد هناك حرس جمهوري أصبحنا أمام الحرس الثوري الايراني بامتياز.”
و يضيف: “أصبح صعباً علي أن أبقى جالساً هناك في هذه الظروف. لم يعد سهلاً علي أ ن أطلب مقابلة السيد الرئيس من هؤلاء الإيرانيين . وجنود حزب الله في كل مكان. للأسف صرنا نأخذ التصريحات والموافقات من عندهم. يمكنك أن تتصوري أن الطباخ الخاص في المطبخ الرئاسي هو إيراني وأن الذين يسكبون الطعام والشراب على المائدة هم من حزب الله … بدأوا يهمشون كل من ينتقدهم، بدأوا يستغنون عن كل من لا يخدم سياستهم، بدأوا يتخلصون من كل من يقف في وجههم، بدأوا يستغنون عنا من أجل آخرين غير سوريين؛ خاصة غير العلويين منهم.” يتساءل: لمصلحة من كل هذا؟ ويجيب فوراً : ” أعرف. صدقاً لا أعرف.”
ويستمر في الحديث قائلاً: “في النهاية تركتهم وأخبرتهم أني في إجازة كي لا أظهر بعد مدة على وسائل الاعلام السورية بأني خائن و عميل. لم يعد أمرنا مهماً نحن الضباط أصدقاءهم في القصر. لقد استبدلوا ابناء دمهم وطائفتهم بآخرين مزيفيين يخدموا مصالحهم”.
يطلق “آهً” أخرى ويضحك ضحكة طويلة بعد أن نفّس عمّا اعتمل في قلبه.