دبي، 28 مارس 2014، نهاد الجريري، أخبار الآن –
في هذا الشهر، أعلن عن أول حالة اشتباه بفيروس الشلل في العراق لأول مرة منذ 14 عاما. العام 2000 أعلن العراق خالياً من الفيروس. مسؤولو الصحة في بغداد عللوا أن الإصابة إن تأكدت فستكون بسبب انتقال الفيروس من سوريا إلى العراق عن طريق اللاجئين.
وفي وقت سابق، أعلنت شبكة التلفزيون الأمريكية ABC أن ثمة اشتباه في إصابة طفلة سورية في أحد المخيمات اللبنانية بالشلل. لاحقاً جاءت الفحوصات سلبية.
كل هذا على خلفية ظهور 37 حالة شلل في سوريا للمرة الأولى منذ العام 1999.
ما الذي يجب أن نعرفه عن الشلل في سوريا التي ؟ من أين جاء؟ كيف انتشر؟ وكيف ينتقل؟ وما علاقة الإرهابيين بالشلل؟
كم عدد حالات الشلل في سوريا؟
أعلنت منظمة الصحة العالمية أنه منذ 20 مارس 2014، تأكد في سوريا وجود 37 حالة شلل: 25 حالة أعلنت عنها سلطات النظام، و 12 حالة أعلنت عنها المعارضة في حلب وإدلب ودير الزور. أول حالة تم التحقق منها كانت في 17 ديسمبر 2013.
أول حالة اكتشفت في دير الزور في أكتوبر 2013.
لكن من بين كل 200 طفل يحمل الفيروس، طفل واحد فقط تظهر عليه الأعراض. وبالتالي فإن مقابل كل حالة مؤكدة من المرض هناك 199 حالة لم تتأكد بعد. وهذا يعني أرقاماً كبيرة تتعدى الآلاف.
ماذا تعني هذه الأرقام؟
وبالتالي حتى تكون أي حملة تلقيح ناجعة يجب أن تغطي 90% من المناطق المستهدفة.
في سوريا، انخفض معدل التلقيح من 91% إلى ما 68% في عام 2012. وهذا في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام. المناطق الأخرى الخاضعة للمعارضة انخفض التلقيح فيها إلى مستويات خطيرة.
من يتأثر بالفيروس؟
يصيب الفيروس أي شخص في أي عمر لكنه بشكل خاص يؤثر على الأطفال تحت سن 5 سنوات.
كيف ينتقل الفيروس؟
ينتقل من شخص إلى آخر عبر التماس المباشر. ومرده أولاً إلى سوء الأحوال الصحية وعدم النظافة.
عندما يصاب طفل بالفيروس من خلال الفم، يستقر الفيروس في الأمعاء ويتكاثر هناك ومن ثم ينتشر الفيروس إلى المجتمع من خلال البراز أو المخاط أو البلغم. في بيئات غير نظيفة من السهل أن يتلوث الطعام أو الشراب أو حتى الاتصال المباشر بأي من هذه الوسائط. وثمة دلائل على أن الذباب قد ينقل الفيروس من البراز إلى الطعام.
كما أن الأطفال الذين لم يتعلموا بعد استخدام الحمام بشكل صحيح يتعرضون للإصابة بالفيروس.
وتصل فترة حضانة الفيروس إلى أسبوعين في المتوسط وقد تمتد إلى 35 يوماً.
وفترة الحضانة هي الفترة من التقاط الفيروس حتى ظهور الأعراض.
قائمة الدول التي ينتشر فيها الفيروس
ما هي الأعراض؟
90% من المصابين بالفيروس لا تظهر عليهم الأعراض أو تظهر عليهم أعراض بسيطة، هؤلاء يحملون الفيروس الذي يتكاثر فيهم وينقلونه إلى المجتمع.
الأعراض المبدئية تتراوح بين التقيوء، الصداع، التعب، تصلب العنق والأوصال والحمى.
الأعراض المتقدمة، وهذه تصيب حالة من بين 200 إصابة فتتسبب في شلل دائم غالباً في الساقين. ويحدث هذا عندما يتسرب الفيروس إلى الدم ويهاجم الجهاز العصبي.
أعراض متقدمة أخرى قد تتسبب في شلل رباعي: اليدين والساقين. كما يتسبب هذا الشلل بصعوبات في التنفس والبلغ والتكلم. ما نسبته 5-10% من هؤلاء يموتون عندما تنشل عضلات التنفس لديهم.
40% ممن ينجو من الشلل قد يعاني من أعراض أخرى بعد 15-40 سنة من الغصابة الأولى. وهذه الأعراض تشمل ضموراً في العضلات، وألم شديد في العضلات والمفاصل.
كيف العلاج والوقاية؟
لا يمكن علاج الشلل. لا يمكن منع حدوثه من خلال التلقيح.
ما الذي تم عمله حتى الآن؟
بدأت اليونسيف ومنظمة الصحة العالمية منذ نهاية العام الماضي حملة تلقيح في الشرق الأوسط في الدول التي تستضيف لاجئين بحيث تغطي 23 مليون طفل، 2 مليون طفل داخل سوريا.
ما علاقة الشلل بالإرهاب؟
- في نوفمبر 2013، أكدت منظمة الصحة العالمية أن السلالة الجينية للفيروس الذي اكتشف في سوريا ينحدر من باكستان. الأمر الذي رجح أن يكون الفيروس قد انتقل مع مسلحي القاعدة الذين جاؤوا من باكستان. المنظمة لم تؤكد هذه التقارير لكنها أكدت المصدر.
- القتال الذي خاضته داعش ضد المعارضة في شمال وشرق سوريا حمل المنظمات الدولية وفرق المتطوعين على الانسحاب من هذه المناطق وتعطيل حملات تلقيح الأطفال فيها.
- في باكستان، يستهدف المسلحون المتطوعين العاملين في حملات التلقيح ضد شلل الأطفال في المناطق القبيلة. يعتقد المسلحون أن اللقاح صنيعة غربية ودخيلة لا بد من محاربتها. ويتهمون المتطوعين بالتجسس. باكستان من بين الدول القليلة في العالم التي تعاني من الشلل كوباء.