حلب، 30 مارس، (معن محمد – أخبار الآن)–
ملائكة الله على الأرض..هكذا يصف أهالي مدينة حلب رجال الدفاع المدني الذين يحملون على عاتقهم مسؤوليات كبيرة في سبيل خدمة الناس.35 رجلاً من مختلف الأعمار والاختصاصات جمعتهم انسانيتهم وعملهم المشرف للقيام بمتطلبات الدفاع المدني في أحياء حلب المحررة.
لمزيد من التفاصيل قابلنا السيد خالد حجو، مدير فريق الدفاع المدني في مركز هنانو، و سألناه عن مهام الفريق و إمكانياته.
أجاب خالد: فريق الدفاع المدني في مدينة حلب يتبع لمجلس محافظة حلب الحرة.بدأ العمل رسمياً في 1/3/2013. حيث كان عدد الفريق في البداية 20 عنصراً بين رجال دفاع مدني ورجال إطفاء.وقد أجرينا دورات تدريبية لكافة العناصر منذ حينها.بالرغم من قلة التعاون من قبل الجهات والفصائل العسكرية.
مهامنا تشمل اخراج الناجين من تحت الأنقاض وانتشال الجثث العالقة تحتها، وإطفاء الحرائق.ونحن حالياً 35 رجلاً .ومع ذلك عددنا ليس بكافي.خاصة مع القصف المكثف على مدينة حلب.أما عن سبب نقص عدد المنضمين لفريق الدفاع المدني فيرجع ذلك إلى عدم قدرة المدينة على دفع الرواتب ومستحقات العناصر.كذلك عدم تحمّل بعض الشبّان ضغط العمل الشديد والتأقلم مع صعوباته ومخاطره.
أما عن الآليات و المعدات المتوفرة للفريق فهو يعاني من نقص بالآليات الثقيلة ومعظم معداته بدائية وفردية.كذلك يوجد نقص في تأمين المحروقات اللازمة لسيارات الإطفاء.والفريق حالياً في حالة استنفار دائم بسبب ما تشهده حلب من هجمات الطيران المروحي والحربي معاً.حيث الحرائق تحدث بشكل شبّه يومي.
وما يزيد من صعوبة عمل الفريق، استهداف النظام لعناصره، حيث يُستهدف العناصر بالبراميل المتفجرة أثناء القيام بواجبهم.كما حدث سابقا بعد القصف في 11/3/2014.حيث استهدف العناصر من قبل الطيران الحربي أثناء قيامهم بإخراج الجرحى مما أدى إلى استشهاد ثلاثة عناصر مع الصحفي الكندي الذي كان متواجدا مع الفريق أثناء عمله.بناء على طلبه، لتغطية معاناة الشعب بمواجهة البراميل وإيصال عمل المؤسسات المدنية في مدينة حلب تحت القصف اليومي.
و بالرغم من الخطر الذي يهدد حياة الفريق.يقوم أعضاء الدفاع المدني بإخماد الحرائق التي تحدث بشكل شبه يومي في المدينة نتيجة القصف المتكرر من قبل النظام أو بسبب حدوث تماس كهربائي أحيانا. و بعددهم القليل ينقسمون إلى قسمين لتغطية مدينة حلب بالكامل من خلال مراكزهم.
كما التقينا يوسف الصديق, مدير مركز حي الأنصاري للدفاع المدني, 28 سنة.والذي أخبرنا عن عمل فريق الدفاع المدني وعن صعوبات العمل.وأطلعنا على أسس عمله إبتداء من اإعطاء لتوجيهات و توزيع المهام للفريق.
وأخبرنا يوسف كذلك ان طيران النظام سبق وإستهدف فريقه مرتين.كما وقد استهدف قنّاص الجيش النظامي المتمركز في القصر البلدي سيارة الإطفاء التي كانت تقوم بإطفاء حريق في منطقة الكلاسة وسط المدينة .
لا شك من أن الدفاع المدني في أي بلد يقوم بواجب إنساني محفوف بالمخاطر بهدف حماية المدنيين.أما وسط القصف وتحت البراميل المتفجرة ومع الإمكانيات الضعيفة فإن ما يقوم بها فريق الدفاع المدني يكون أكثر من إنساني و واجب وطني فهو تضحية في سبيل المجتمع بكل ما تحمله الكلمة من معنى.