ويبدو أنّ تراخي المجتمع الدولي مع نظام الأسد دفع بالنظام إلى إعادة التفكير باستخدام السلاح الكيماوي الذي أودى بحياة 1500 شخص في هجوم الحادي والعشرين من شهر اغسطس آب الماضي 2013. هذه المرّة سعى نظام الأسد لإلباس التهمّة بالثوار قبل قيامه بهجوم بالغازات السامة على جوبر في دمشق بحسب الناشطين، إذ أعلن على لسان مندوبه لدى الأمم المتحدّة بشّار الجعفري أنّ “مجموعات مسلحة تخطط لهجوم كيميائي في حي جوبر بدمشق لاتهام الحكومة فيما بعد”.
تصريح الجعفري هذا سبق بأيام قليلة حملةً عسكريّة ضخمة تستهدف غوطة دمشق الشرقيّة من محوري جوبر (شرق دمشق) والمليحة، تشنّها قوات النظام المدعوم بميليشيات شيعيّة أخرى أبرزها حزب الله اللبناني ولواء أسد الله الغالب العراقي.
أخبار الآن حصلت على معلومات خاصّة عن اجتماعٍ جمع كبار مسؤولي النظام السوري وعلى رأسهم بشار الأسد بالسفير الروسي في سوريا (عظمة الله كول محمدوف) والجنرال (صادق أكبري) كبير قوّات الحرس الثوري الإيراني المتواجدين في سوريا، الاجتماع الذي انعقد في الثلاثين من آذار مارس الماضي انتهى بإعطاء الأسد مزيداً من الفرص في مواجهة قوّات المعارضة تقدّم فيها روسيا مزيداً من الدعم العسكري واللوجيستي وتأمين التغطيّة الدولية مستفيدةً من قضيّة الأرمن في كسب، في حين تتولّى إيران عبء تزويد قوّات النظام بعناصر من الحرس الثوري الإيراني، شريطة أن يؤمّن النظام مدينة دمشق ومحيطها حتّى لو اضطره الأمر لاستخدام الكيماوي مجدّداً بحسب ما نقل المصدر لأخبار الآن.
المصدر ذكر أنّ الروس يعتبرون الهجوم على مناطق المعارضة في دمشق وريفها وإعادة السيطرة عليها أساساً لتعزيز موقف النظام قبيل الانتخابات المقبلة التي لن تكون شرعيّة في ظلِّ فقدان النظام لمناطق كثيرة في سوريا وأهم تلك المناطق أقربها لدمشق العاصمة.
ولدى سؤال المصدر (المتعاطف مع المعارضة) عن إمكانيّة استخدام الكيماوي مجدّدا ودلالة تصريح الجعفري على ذلك قال: “إذا عجز النظام عن اقتحام الغوطة الشرقيّة بالعتاد التقليدي يمكن له أن يستخدم الكيماوي في أي وقت طالما أنّه يملك هذا السلاح ولا يجد من يحاسبه”.