أخبار الآن | معرة النعمان – ريف ادلب – سوريا (مصطفى عباس)
تتميز مدينة معرة النعمان في ريف إدلب بقِدَمِها واحتوائها على الكثير من الكنوز الأثرية ، كمتحف الفسيفساء الذي يأتي في المرتبة الثانية عالمياً على قائمة المتاحف ، ويحتوي أكثر من 2000 متر مربع من الفسيفساء ، فضلاً عن الجامع العمري الذي بني في عهد الصحابي عمر بن الخطاب ، وكان قبل ذلك معبداً لعدة ديانات .. مراسلنا مصطفى عباس زار المعرة وأعد التقرير التالي .
إنه متحف مدينة معرة النعمان أو خان “مراد باشا” كما يعرف هنا ويعتبر في طليعة المتاحف المتخصصة بالفسيفساء عالميا، إذ يحتل المرتبة الثانية. المتحف الذي اتخذته قوات النظام سابقاً نقطة عسكرية فقدت منه حينها الكثير من اللقى الأثرية التي يعود بعضها الى ما قبل الميلاد، وحتى بعد خروج المعرة عن سيطرة النظام لم يسلم المتحف من القصف الذي نال من بعض لوحاته التي تحكي عن حقب وعصور عاشتها هذه الأرض.
يقول طاهر السعيد حماية المتحف من الجيش الحر: “نحن مسؤولون عن المتحف وحمايته، مع العم أننا جردنا المتحف في بداية دخولنا إليه، وتم تسليم الجرد إلى مدير المتحف الموجود في المعرة، والآثار كلها محفوظة في غرفة ومقفل عليها ومجرودة ومامنة هي بالحفظ والصون ” s.b عماد جبريل – صحفي ” انا برأيي أن الأماكن الأثرية بشكل عام في ادلب وفي معرة النعمان تحديداً يجب أن تشكل لجان لحمايتها والعانية فيها، لأن الشعب بدون حضارة وبدون تاريخ لا يساوي شيئاً، وهذا ما يجب أن نعمل عليه”.
أما المسجد العمري الكبير فهو احد أهم معالم مدينة أبي العلاء، ويشهد على ذلك تاريخه القديم حيث كان مكانا للعبادة منذ الاف السنين ثم حوله القائد الروماني قسطنطين الى كنيسة قبل ان يفتح الصحابي الجليل أبوعبيدة بن الجراح المعرة سنة ( 637) ميلادية.
شريف رحوم مؤرخ: “وتعرض هذا الجامع كما تعرضت معرة النعمان إلى الغزو والحرق عدة مرات في العهد الصليبي وفي العهد المغولي وفي العهد التتاري، وفي عهد نقفور أيضا، ثم استطاع اهل المعرة ان يعيدو الحياة للمسجد، والآن ترون ماذا تعرض له المسجد في هذا العهد”.
لم تشفع للمسجد قيمته التاريخية والدينية حيث تعرضت أجزاء منه للقصف بالبراميل المتفجرة ، كما أن المئذنة استهدفت أكثر من مرة بكل أنواع القصف،الذي لم يستطع أن ينال منها، لتبقى شاهدة على عصور كثيرة عاشتها المعرة وتكون أيقونة للمدينة.
يقول الناشط مصطفى الغريب: “طبعاً المسجد الكبير في معرة النعمان قُصف بالطيران والدبابات والهاون مثله مثل متحف وقلعة المعرة، هو معلم تاريخي وحضاري قديم جداً وقوات النظام تحاول طمس معالم هذه الأماكن الحضارية القديمة لذلك تقوم بقصفها بشتى انواع الاسلحة”.