أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – 25 مايو 2014 –
مامدى سلامة الاسلحة الكيماوية السورية المتبقية؟ في الحاضر يستحيل الاجابة على هذا السؤال بشكل حاسم. لكن ماهو واضح هو أن وجود الاسلحة الكيماوية على مسرح الصراع السوري يهدد كل المعنيين بها، هنا تحليلنا لخيارات النظام والمعارضة في التعاطي من مسألة السلاح الكيماوي.
إن مصداقية نظام الأسد في عيون بعض داعميه مثل روسيا هي قيد الاختبار في مسألة السلاح الكيماوي. لقد أبرم النظام السوري وعودا وأخلفها حول تسليم جميع أسلحته الكيماوية، وروسيا تراقب العملية بشكل حذر. توازن القوة الجيوسياسية هي أمر ديناميكي والنظام يعلم أنه لايمكنه التعويل على روسيا للأبد.
مع مرور الزمن، عدم تأمين ماتبقى من السلاح الكيماوي السوري لايصب في مصلحة الجميع. مصادر من المعارضة لوحت مرارا بأن النظام السوري يخطط لنقل بعض أسلحته الكيماوية لحزب الله. وهناك إمكانية قيام النظام بترك بعض المنشآت ليتم الاستيلاء عليها من قبل الميليشيات المتطرفة الغير مسؤولة.
مؤخرا، أفادت بعض الأخبار المقلقة والقادمة من مصادر محلية في منطقة السفيرة بأن بعض المسلحين المتطرفين استطاعوا الدخول إلى منشأة اسلحة كيماوية تم تركها بشكل مؤقت من قبل النظام السوري.
بدون أي مبالغة، فإن هذا كابوس، اذا استطاع المتطرفون في سوريا وضع ايديهم على الاسلحة الكيماوية، فلايمكن للنظام أن يتبرأ من مسؤوليته اذا ما تم استخدامها. سيتحمل النظام مسؤولية أخلاقية، جرمية وتاريخية في حال حدوث مثل هذا السيناريو. سيكون من الصعب على النظام السوري تبرير ذلك لداعميه المحليين والعالميين لسماحه بحدوث متل هذه الكارثة.
أما بالنسبة لمقاتلي المعارضة فإذا ماحاولوا الحصول على واستخدام السلاح الكيماوي، فهم سيؤكدون اتهامات النظام لهم بالارهاب. سوف يضعون رجالهم وداعميهم على المحك بسبب طبيعة السلاح الكيماوي الخطرة. وبالتأكيد هم سيخسرون التأييد الدولي بشكل كبير. كتيبة الجيش الحر في السفيرة تقول بأنها خسرت كل دعمها المالي والعسكري وأيضا اتصالاتها، تقول الكتيبة بأن لا أحد يجيب على اتصالاتها.
إن الخيار الوحيد القابل للتطبيق بالنسبة لعناصر النظام ومقاتلي المعارضة من أجل سلامتهم وحفظ سمعتهم، ومن أجل مصلحة سوريا على المدى الطويل هو في تأمين السلاح الكيماوي المتبقي والانتظار حتى تقوم هيئة دولية مختصة بالدخول وتأمينه.