فرض تنظيم "داعش" على سكان مدينتي منبج، والباب بريف حلب حظر تجوال ابتداءً من بعد أذان العشاء إلى الساعة السابعة صباحاً، تزامناً مع مواصلة عملياته العسكرية لليوم الثالث على التوالي باتجاه مدينة عين العرب (كوباني) وقراها شمال المدينتين نحو الحدود التركية، والتي أسفرت عن سيطرة داعش على نحو 60 قرية، خلال 48 ساعة مضت في اشتباكات مع وحدات الحماية الشعبية الكردية (YPG).
تزامن فرض حظر التجوال مع شن داعش حملات دهم واعتقالات واسعة طالت عدداً من شباب المدينتين الذين لم يلتزمون بفرض الحظر وتجولوا بعد أذان العشاء، وسماع أصوات سيارات إسعاف بكل أرجاء المدينتين لنقل مصابين داعش خلال اشتباكات قرى (عين العرب) إلى المشافي الميدانية، وسط استنفار أمني كبير في صفوف التنظيم.
أحد الأهالي رفض ذكر اسمه أكد لمراسل "أخبار الآن" أن تنظيم داعش فرض حظر التجوال من أجل تضليل المدنيين عن ما ينفذه في المدينتين ليلاً، لأن التنظيم يغيّر من مواقع تمركزه، وينقل عتاده الثقيل إلى مناطق مجهولة لم تعرف بعد، بالتزامن مع تحصين مواقع تمركزه داخل المدينتين والاعتماد على انتشار قناصته، ومنعه المدنيين الاقتراب من مواقعه القديمة والجديدة عبر قطع الطرقات بحواجز وسواتر ترابية من مسافات بعيدة.
وأوضح المراسل إلى أن مدينتي منبج، والباب شهدتا خلال الأيام القليلة الماضية حركة نزوح الكثير من العائلات باتجاه مناطق سيطرة الثوار في ريف حلب الشمالي والغربي، وبعض العائلات لجأت إلى الأراضي التركية بعد تصعيد قوات الأسد من قصفها الجوي المركز على المراكز الحيوية في المدينتين وارتكابها مجازر كان آخرها مجزرتي (سوق الغنم، والفرن) في مدينة الباب.
وأشار المراسل إلى أن آلاف المدنيين من الأكراد فروا من منازلهم بعد سيطرة التنظيم على العشرات من قراهم في محيط مدينة عين العرب أو (كوباني)، وبأن داعش فرض حظر تجوال على من تبقى من المدنيين في القرى من بعد أذان المغرب حتى السابعة صباحاً، وأقام حواجزاً وقطع الطرق الواصلة بين القرى خشية وجود خلايا نائمة لوحدات الحماية الشعبية الكردية (الـYPG) في القرى.
وأضاف المراسل بأن داعش يمهد إلى اقتحام القرى بقصف من الدبابات وقذائف الهاون، وبأن التنظيم وصل إلى مشارف مدينة عين العرب (كوباني)، ويحاصرها من 3 اتجاهات وسط اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة عند الجزء الغربي من المدينة يرافقه قصف داعش من جبهة الجنوب بالدبابات وقذائف الهاون على المدينة.