يخيم شبح الاغتيالات على الغوطة الشرقية في مرحلة توصف بأنها الأكثر حساسية في تاريخ الثورة، هذه المرحلة التي يعتبرها البعض بأنها المخاض الذي سيولد من خلاله حل سياسي قادم ينهي الصراع الدائر في سوريا.
خلال أربعة شهر مضت تعرضت قيادات تعتبر أرقاما صعبة داخل الغوطة الى الاغتيال او محاولة إغتيال، حيث إغتيل كلا من أبو نذير خبية قيادي بلواء شهداء دوما، وأبو همام قاضي شرعي (إغتيل على أيدي داعش)، وأبو هارون سقبا قائد لواء بدر، وأخر تلك الاغتيالات كانت اغتيال بشيرة الأجوة قائد ميداني بجيش الامة الذي قتل بالأمس بعد فتح مسلحين النار عليه اثناء ذهابه الى منزله ليلا.
إضافة لمحاولة إغتيال كلاً من زهران علوش قائد جيش الإسلام، وأبو سليمان طفور رئيس القضاء الموحد، وأبو صبحي طه قائد جيش الأمة وعدنان خبية قائد كتيبة القيادة بشهداء دوما، وام سليمان رئيسة سجن النساء بدوما، ونزار صمادي سياسي معارض، يضاف الى ذلك خطف الناشطة رزان زيتونة.
هذه السلسلة من الاغتيالات التي بدأت ولم تنته، يصفها الشيخ سعيد درويش عضو الهيئة الشرعية بدمشق وريفها بأنها "محاولة زعزعة الغوطة التي زعزعت كيان النظام وكسرت قوته فحقده عليها يجعله يستهدف كل من فيها وطبعا هناك بعض الشخصيات التي تؤثر على صنع القرار" مضيفا أن الأسد برع خلال اغتصابه لحكم سورية الحبيبة بفن الاغتيالات الخبيث وكلاً من الإردن والعراق وبعض دول الخليج يعرفون هذا تماماً، كما استبعد أن تضلع داعش بالاغتيالات الأخيرة لزوالها من الغوطة بشكل كامل.
أما ابو ثابت الدمشقي عضو بالهيئة الشرعية، فيعتقد أن كثيرا من بؤر الإستخبارات للنظام والجهات الدولية أصبحت ترتع في الغوطة الشرقية وغيرها وتنفذ خططا مدروسة سواء فيما يتعلق بالتفجيرات التي تحصل بين الفينة والأخرى بالأسواق الشعبية التي تحصد عشرات الشهداء ومئات الجرحى، مضيفا أن الهدف الأول والأخير من هذه الاغتيالات هو خلق اقتتال داخلي لتمرير مخطط السيطرة على الغوطة.
أما حول اغتيال بشير الأجوة القائد الميداني بجيش الأمة، قال ابو ثابت: "لا شك اننا يجب ان نتأمل طويلا في المستفيد من هذه العمليات، ولكن بأدنى تأمل تجمع كثير من المؤشرات في اغتيال الأخ بشير الأجوة بعد تشكيل جيش الأمة في الغوطة الشرقية بقيادة الأخ المجاهد ابو صبحي طه، ونائبه قائد اسود الغوطة ابو خالد الأجوة".
مسؤول أمني بالغوطة الشرقية صرح لأخبار الآن أن هناك طابور خامس مستفيد من هذه العمليات، وهو من يقوم بعمليات الإغتيال بالتعاون مع الأسد، فعمليات الاغتيال التي حصلت تشير إلى أن شبكات متدربة تعمل بمنتهى الدقة بعد دراسة الهدف بتأني، من أجل إيجاد الثغرات التي تحول الصراع الى صراع داخلي.. "اليوم علينا فحص الأوراق بدقة متناهية كيف لانرمي التهم جزافا".