أصبحت الاسواق الشعبية في الغوطة الشرقية هدفا رئيسيا لمقاتلات الأسد الحربية كوسيلة جديدة يستخدمها النظام من أجل الضغط على الثوار وانتقاما منهم عند اي هزيمة يتلقاها جنود الأسد
خلال الشهور الثلاثة الماضية قامت مقاتلات النظام بتسعة استهدافات لأربعة اسواق شعبية رئيسية في الغوطة الشرقية مرتكبة تسعة مجازر بشعة سقط خلالها مئات المدنيين الأبرياء.
فتزامنا مع معارك المليحة اقترفت مقاتلات النظام ثلاثة مجازر باستهدافها سوق كفربطنا الشعبي لثلاث مرات، سقط خلالها ما يزيد عن 50 مدنياً جلهم من الاطفال والنساء، كما اقترفت مجزرتين في سوق مدينة دوما سقط خلالها مايزيد عن 60 مدنياً.. على وقع هاتيبن المجزرتين وتزامنا مع معارك الدخانية وجوبر، شنت مقاتلات النظام غاراتها على سوق حمورية ودوما ليسقط مايزيد عن 100 شهيد في ثلاثة مجازر اقترفتها مقاتلات الأسد، واخر تلك المجازر وقع في سوق عربين بعدما أصبح الثوار على بعد امتار من مبنى المخابرات الجوية حيث سقط في تلك المجزرة أكثر من 30 مدنياً.
السوق الشعبي في الغوطة الشرقية هو عبارة عن سلسلة من البسطات التي تضم بعض من المواد الغذائية كالحبوب والخضراوت، واغلب أصحاب هذه البسطات هم من الاطفال الذين فقدو معيلهم واصبحو المعيل الوحيد لاسرهم، وتكون هذه الأسواق شديدة الازدحام عند عصر كل يوم، وهو الوقت الذي يتم فيه الاستهداف لإيقاع أكبر عدد من الضحايا، لكن بالرغم من استهداف تلك الاسواق إلا أنها تفتح ابوابها من جديد عقب كل استهداف بسبب الفقر وعدم ايجاد اي وسيلة أخرى للعيش
يقول ابو حسان ناشط حقوقي في الغوطة الشرقية أن الأسد يستهدف الاسواق الشعبية لعدة اسباب، اولها هو محاولة قلب الحاضنة الشعبية للجيش الحر وايقاع فتنة بين المدنيين والثوار، فالنظام يريد ان يُصل رسالة الى المدنيين انه لولا هؤلاء المسلحين لماجرى استهدافكم وتجويعكم، اما السبب الأخر فهو الضغط على الثوار عند أي تقدم يريدونه، والسبب الثالث هو رفع الروح المعنوية لمؤيديه (الطائفيين) الذين يتلذذون برؤية الدماء والاشلاء تحت شعارات طائفية معروفة، فهذه الفئة لا تقول قتلنا مسلحين بل تقول قتلنا "سنة"!
وما أن تبدء تنسيقيات الثورة ببث أسماء الضحايا الذين سقطوا في تلك المجازر، حتى تبدأ صفحات الاستخبارات للنظام ببث نفس هذه الاسماء كأسماء مسلحين سقطو خلال معارك مع النظام، وتبدأ بتوزيعهم على جبهات جوبر وزملكا وعربين والدخانية في تواريخ مختلفة، من أجل رفع الروح المعنوية للمؤيدين تحت عنوان: "صفحات المعارضة تنشر أسماء عشرات المسلحين ممن قضى عليهم الجيش السوري في معاركه".. ليبقى السؤال هنا هل من يبلغ العشر سنوات اليوم هو الإرهابي الذي يقضي عليه الجيش السوري بحسب الأسماء التي ينشرها أتباع الأسد؟!