لا تخفي قيادات التيار السلفي الجهادي الأردني استمرارها في دعم تنظيم جبهة النصرة التي يحارب في صفوفها الآلاف من المقاتلين العرب والسوريين ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد،
وبات الأردنيون يشكلون العدد الأكبر من مقاتليها في جنوبي سوريا وخاصة في مدن درعا وريف دمشق، في حين تقاتل أعداد أقل في حمص وحماة.
ويشير راصدون لعمل الجبهة إلى أن الأردنيين باتوا يحتلون المرتبة الثالثة من حيث العدد في صفوف النصرة على مستوى كامل التراب السوري بعد التونسيين والسعوديين، ويأتي العراقيون في المرتبة الرابعة. ويقدر عدد الأردنيين المقاتلين في جبهة النصرة بنحو ٣٥٠.
بالمقابل يزداد انضمام السوريين للجبهة يوما بعد آخر، إذ يقدر عدد السوريين في صفوف الجبهة اليوم بنحو 1500 مقاتل من مجموع مقاتليها البالغ نحو أربعة آلاف في كافة أنحاء سوريا.
سوريا باتت اليوم أكبر منطقة استقطاب للسلفيين الجهاديين بعد أفغانستان، فإضافة للعرب يقاتل فيها متطوعون من أوروبا والقوقاز رغم وجود ساحات قتال ساخنة أخرى في اليمن والصومال والمغرب العربي.
ولا يستبعد وجود رغبة من دول عربية للتخلص من الجهاديين فيها والزج بهم في ما أسماها "المحرقة السورية"، لكنه يشير لحذر تبديه كثير من الدول في مسألة تسهيل مرور المقاتلين نحو سوريا حتى لا يتكرر سيناريو الأفغان العرب الذي تعاني منه دول عدة حتى اليوم.
ويشير إلى وجود أوامر صارمة لجنود النصرة بعدم الاحتكاك مع السكان المحليين أو التدخل في نمط حياتهم أو الاصطدام مع المقاتلين الآخرين، مع ضرورة العودة للقيادة للتعامل مع أي شأن أو إشكال، مؤكدا أن قتال جبهة النصرة في الأرياف التي يصنف سكانها كمسلمين محافظين قد ساهم في إيجاد حاضنة اجتماعية تقبلهم وتستوعبهم.
وشرح أبو عمر للجزيرة نت ما وصفه باحتضان المجتمع السوري للنصرة، وذلك عبر إخفاء المقاتلين وتوفير كل ما يحتاجون له واحترامهم، مشيرا إلى أن هناك كثيرا من الدروز والمسيحيين الذين يثقون بمقاتلي جبهة النصرة الذين لا يتدخلون بحياة الناس بناء على أوامر قيادتهم.