قوافل من المركبات والشاحنات الكبيرة والصغيرة نقلت الآلاف من نساء ورجال وأطفال قرية غرانيج الذين سمح لهم بالعودة مؤخرا إلى منازلهم، في ذات الوقت ينتظر عشرات الآلاف من قرى الشعيطات الأخرى مصيرهم، منذ أولى لحظات عودتهم بدأ أبناء الشعيطات بتوثيق تلك اللحظات بالصور والفيديو.
لم تكتمل فرحتهم بالعودة إلى منازلهم فما إن وصلوا صعق أغلبهم من المشاهد والدمار الذي خلفه عناصر داعش بعد إقتحام منازلهم وسرقة كل ما فيها وحرق المنازل لم تعد منازل ووجدوا أنفسهم أمام بيوت مهدمة لا تصلح لشيء
عماد شاب في العشرين من العمر من أهالي المنطقة، يروي لحظات دخوله إلى بيته المدمر قائلا: " مناظر الدم ورائحة الموت والعفن تنتشر في أنحاء المنزل، منزل والدي السبعيني أصبح عبارة عن جدران غير صالحة للسكن، لم يتركوا لنا بعد تدميره شيئا صالحا للاستخدام، فحتى أواني المطبخ التي يبدو أنهم عجزوا عن حملها تعرضت للتخريب المتعمد من قبل عناصر التنظيم.
وائل العمر منسق حملة دير الزور تحت النار، قال لأخبار الآن: "كثير من أهالي قرية غرانيج دخلوا بيوتهم في حالة أشبه بالذهول التام، لم يتخيل الأهالي هذا الدمار الممنهج، ولم يتوقعوا أن تكون منازلهم مدمرة توقعوا السيء لكن أن يصل الحد لتدمير المنازل فهذا مالم يتوقعه الأهالي.
بيوت بعضها تعرض للسرقة ولم يكتف داعش بسرقتها فحسب بل عمد إلى إحداث أضرار كبيرة ودمار في المنازل، وبعضها أحرق بالكامل، وتنتشر جثث رجال في حظائر الحيوانات، والحيوانات التي نفقت أدخلها عناصر التنظيم بشكل متعمد إلى داخل المنازل.
أما المحال التجارية والمستودعات الإغاثية والمطاحن واسطبلات الخيول و غرف المؤونة في المنازل والأثاث والمحاصيل الزراعية، كلها حسب شهادات أبناء المنطقة تم تدميرها ولم تعد سوى ذكرى بالنسبة إليهم من الماضي.
يتابع وائل العمر متحدثا عن رصد لحظة دخول بعض نساء الشعيطات إلى منازلهن قائلا: "لم يكن يخطر ببال أحد من السوريين، وهو يعيش في قرن متقدم جدا من الحضارة، أن يرى البرابرة يعودون من جديد ولكنهم هذه المرة بلحى طويلة تدعي الإيمان على عكس ما تفضحه أعمالهم، كما لم يكن لنساء الشعيطات أن يتخيلن أن بيوتهن سوف تتعرض لكل هذا الدمار والتخريب الممنهج الذي يبدو واضحا أنه جاء بعد عمليات القتال، فمن سرق سرق، ومن عجز عن حمل كل شيء عاث في ما تبقى من المنازل تخريبا وتدميرا"
هذا ويقارن أبو البراء الشرقي أحد منسقي حملة دير الزور في تصريح خاص لأخبار الآن بين إجرام القوات التابعة للنظام وعناصر داعش قائلا :" إن الشعيطات بشكل عام هي قرى غنية لأن نسبة كبيرة جدا من أبنائها من المغتربين منذ عشرات السنين، ومن هنا فإن من يدخل بيتا من بيوت الشعيطات اليوم يدرك الكم الهائل والذي يكاد لا يصدق من أعمال السرقات التي قامت بها عناصر داعش، كما هو حال قوات النظام في أي مكان يدخلونه.
وفي السياق ذاته، يضيف الشرقي: الأسلوب ذاته لدى عناصر الطرفين داعش والنظام تشابها أكثر فظاعة وأكثر مدعاة للسخرية، وهو ما يتعلق بالتغطية الإعلامية للمناطق التي يحتلها الطرفان.
إعلام النظام يرصد فرحة مزعومة مهللين ومكبرين لدخول حماة الديار. والأمر نفسه يتكرر اليوم مع داعش حيث انبرى إعلاميوها يصورها عودة الأهالي إلى منازلهم لكنهم فشلوا في طمس معالم الحقيقة التي فضحت إنتهاكات داعش.
رابط الفيديو
https://youtu.be/pS_kWRHRlOc
https://youtu.be/HoTf1pHJGqM