يعاني معظم الأطفال في مناطق الحرب والقصف في المدن السورية من صدمات نفسية تتراوح درجات شدتها بين الرعب والخوف والحزن والقلق.
حالات "الخوف والقلق والرعب" سببت اضطرابات سلوكية ونفسية لدى كثير من الأطفال، وخاصة ممن لا يمتلك ذووهم مهارات وخبرات في التعامل مع اطفالهم، وضبط أفكارهم وانفعالاتهم، والتخفيف من الضغوط النفسية عليهم، وخلق طرق للتكيف مع هذه الظروف بشكل إيجابي.
مركز "إشراقة أمل" للدعم النفسي فتح أوابه في الغوطة الشرقية بريف دمشق، لاستقبال جميع الأطفال ممن تعرضوا إلى صدمات نفسية، وبأمس الحاجة إلى تعلم مهارات التعامل مع هذه الصدمات وانعكاساتها النفسية على تفكيرهم وتصرفاتهم, إضافة للأطفال الذين لم يتعرضوا لهذه الصدمات وبحاجة إلى تعلم هذه المهارات من باب الوقاية، والتدريب على التخلص من أفكار الخوف والقلق.
يقول عمار الحكيم مدير مركز "إشراقة أمل" للدعم النفسي لـ"أخبار الآن": "إن الغاية من البرنامج هي تفريغ الانفعالات النفسية السلبية الناشئة بسبب هذه الظروف بوسائل التفريغ الانفعالي كالحديث والرسم واللعب، وتفريغ الذكريات المؤلمة التي سببت للطفل الصدمة النفسية من الانفعالات والمشاعر المؤلمة الشديدة المرافقة لها، وتعليم الطفل تقنيات التخفيف من فرط الإثارة والتوتر الناتج عن الحوادث المؤلمة التي تعرض لها أو المشاهد القاسية التي شاهدها، وتعليم الطفل تقنيات تساعده على التعرض للأشياء المذكرة بالصدمة النفسية دون خوف أو توتر لإيقاف أثرها التذكيري بالصدمة، والتكيف مع حالات الفقدان (فقدان أحد الوالدين أو الأخوة أو الممتلكات كالبيت والأشياء الخاصة)".
وأضاف الحكيم إن "المدرسة هي أفضل بيئة للتواصل مع الأطفال ودعوتهم لحضور هذه الدورات، ولاسيما الأطفال الذين لاحظ مدرّسوهم عليهم بعض أعراض اضطراب ما بعد الصدمة، منوهاً إلى أن البرنامج المتبع مستخلص من كتاب من كتاب الأطفال و الحرب تعليم أساليب البقاء Children and war foundation، مع إضافة فقرات تربوية ترفيهية هادفة لتنمية بعض المواهب".
ورصدت أخبار الآن الأساليب التي يتبعها المدرسون بغية مساعدة الأطفال على تجاوز أزماتهم النفسية والتأقلم مع الواقع الحالي رغم صعوبته ومرارته، فمن توجيه سؤال الأطفال عن أكثر الأحداث السيئة التي عالقة في ذاكرتهم، والأشياء التي تخيفهم والطلب من الاطفال رسمها على الأوراق، ثم الطلب منهم تشطيب الورقة بقوة بغية التخلص من الشيء الذي قاموا برسمه، لتطلب منهم الآنسة بتمزيق الورقة ورميها، لكي يشعروا أنهم تخلصوا منه.
أساليب يتبعها المدربون لمساعدة أطفال الغوطة على التأقلم مع الواقع ونسيان آلامهم، وتلخص الصور التالية جزءاً بسيطاً مما يتم تدريب الأطفال عليه.