أخبار الآن | متابعات – (مراد القوتلي – السورية نت)
يتزايد بشكل واضح تواجد الميليشيات الشيعية في العاصمة السورية دمشق، والتي يسهل نظام الأسد دخولها إلى الأراضي السورية لمساندة قواته في معاركها ضد قوات المعارضة، وبات سكان دمشقيون يصفون مدينتهم بـ"المحتلة" إيرانياً، لا سيما وأن بعض أحياء دمشق تتعرض لسياسة إفراغ من سكانها الأصليين.
عضو مكتب دمشق الإعلامي كريم الشامي، أوضح لـ"السورية نت" أن كل مقاتل شيعي يصل إلى دمشق يصطحب معه عائلته ويسكنون في مناطق وأحياء باتت معروفة بأنها معاقل للشيعة في دمشق. ومن بينها أحياء (جعفر الصادق بالقرب من باب توما في دمشق القديمة، وحي الأمين بمنطقة الشاغور، وحي زين العابدين بمنطقة المهاجرين القريبة من منزل بشار الأسد).
شراء المنازل
وأكد الشامي أن جنسيات الميليشيات الشيعية الوافدة إلى دمشق تنحدر من لبنان والعراق وإيران والبحرين. لكن الخطير هو بدء هذه الميليشيات في سياسة ممنهجة لشراء المنازل في دمشق، حيث يعرضون على أصحابها مبالغ مادية كبيرة ومغرية، وذكر الشامي أنه في حي الشاغور يشتري هؤلاء المنازل من أصحابها بأسعار تفوق الأسعار المطروحة في الأسواق وكذلك الأمر بالنسبة لحي "جعفر الصادق" ومناطق قريبة من مزارع حي القدم الغربية. وهو ما ينذر بإفراغ هذه الأحياء والمناطق من سكانها وإحداث تغير ديمغرافي فيها.
وبيّن الشامي أن بعض المنازل تركها أهلها منذ وقت وسيطرت عليها قوات النظام، ومن ثم سهلت حصول الميليشيات الشيعية عليها.
وإلى جانب تواجد الميليشيات في منازل العاصمة دمشق، يقطن عدد كبير منهم في الفنادق وبعضها متواجد في مركز المدينة كمنطقتي "البحصة والمرجة" أو على أطراف العاصمة كمنطقة "السيدة زينب" التي يقصدها الشيعة لزيارة ما يقولون إنه مرقد "السيدة زينب". وأوضح الشامي أن المقاتلين المساندين لقوات النظام يرتادون هذه الفنادق بين الفينة والأخرى لزيارة أهاليهم. فيما يشهد محيط هذه الفنادق تواجداً أمنياً كبيراً حيث تحاط الفنادق بالكثير من الحواجز العسكرية.
تسلط الميليشيات
وفيما تتزايد أعداد عناصر الميليشيات في دمشق، تزداد معها سطوتهم وتسلطهم، وباتوا يتصرفون في المدينة وكأنها مدينتهم التي ولدوا فيها أو لهم الحق بكل شبر فيها، وأكد الشامي لـ"السورية نت" أن العناصر الشيعية باتت سلطتهم أقوى من سلطة قوات نظام الأسد.
وتحدث الشامي عن انتشار أمني شهده محيط فندق "الديديمان" وسط دمشق، وتبيّن فيما بعد أن الفندق احتضن احتفالاً بذكرى "انتصار الثورة الإيرانية"، مضيفاً أن المئات من الوفود الشيعية حضرت الحفل.
وبالإضافة إلى هذا يتواجد لعناصر من ميليشيا "حزب الله" مكاتب سرية في دمشق، ويقول الشامي: "لا يعرف مكانها إلا أصحاب القرار والمسؤولون"، وأشار إلى أن هذه المكاتب مهمتها التنسيق على كل الجبهات التي تتواجد فيها عناصر الميليشيا، والعمل على ملفات الهدن والمصالحات والمعتقلين. وقال الشامي: "هؤلاء يضعون بشار الأسد في جيبتهم" (للإشارة على قوة نفوذهم في دمشق لا سيما وأنهم مدعومون إيرانياً).
وذكر الشامي لـ"السورية نت" ما حصل منذ فترة في دمشق، إذ قال: "منذ فترة اعتقل أحد المقاتلين الشيعة من منطقة السيدة زينب، واقتادته قوات النظام إلى فرع فلسطين، ومن ثم توجه عناصر شيعة بسيارة إلى الفرع وأخرجوه على الفور"، معتبراً الشامي أن هؤلاء لا يتبعون إلى قيادات في قوات النظام بل هم لبنانيون وعراقيون في الغالب.
وتعمل الميليشيات الشيعية على حماية نفسها من أي اعتداء محتمل، وفي هذا السياق، أشار الشامي إلى أنه بعد تفجير حافلة يستقلها لبنانيون شيعة قرب سوق الحميدية بداية الشهر الجاري بالقرب من سوق الحميدية، قررت قوات النظام إزالة كافة "البسطات" التي يعمل عليها بائعون متجولون من منطقة الحميدية وقرب تمثال "صلاح الدين الأيوبي" بغرض حماية العناصر الشيعية في الأيام المقبلة.
وأوضح أيضاً أنه بعد التفجير انتشرت الميليشيات بكثافة في المنطقة، ومنعوا حتى قوات النظام من الاقتراب، وبات دورهم متقصرا فقط على تنظيم السير.
وختم الشامي حديثه لـ"السورية نت" بالإشارة إلى المعاناة الكبرى التي يعيشها سكان العاصمة جراء تواجد الميليشيات الأجنبية، وقال إن "السكان يشعرون بالقهر، وتراهم ينظرون بازدراء لأي مقاتل شيعي يمشي في شوارع العاصمة".
وتصاعد الاستياء بين سكان دمشق لا سيما بعد كثرة الشعائر الدينية الشيعية التي بات يمارسها عناصر الميليشيات بوضوح في شوارع العاصمة، لاسيما مع ظهور الفيديو الأخير لمجموعة من العراقيين الشيعة وهم يندبون في قلب المسجد الأموي حيث ذيل الفيديو بعبارة استفزازية "عاد الحق لأهله. الجامع الأموي أصبح لآل البيت".
وفضلاً عن ذلك يرتكب عناصر المليشيات الشيعية تجاوزات بحق السكان خصوصاً عند الحواجز العسكرية، إذ يفتشون السكان ويعتقلون بعضهم، إلى جانب مشاركة قوات النظام في حملات دهم المنازل واعتقال المطلوبين