أخبار الآن | ريف إدلب ـ سوريا ( أحمد عاصي )
في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها السوري داخل بلاده وانعدام المواد الأساسية وأبسط مكونات الحياة وغلاء النفط والغاز إن وجد، لم يعد أمام الأهالي الكثير من الخيارات لمواجهة صعوبة الحياة اليومية وتأمين الغذاء والبقاء على قيد الحياة.
في ريف إدلب حاول الأهالي الاعتماد على مواد كالأوكسجين بدلا من الغاز والمازوت وذلك لعدم توفرهما وغلاء أسعارهما إن وجدا. وبدأت بعض المطاعم استخدام أنابيب الأوكسجين بدلا من الغاز. ففي مدينة سراقب بريف إدلب يستخدم أحد المطاعم الشعبية عبوة أوكسجين عادة ما يتم إستخادمها في المشافي، يستخدمها المطعم كبديل لاسطوانة الغاز ليسد فيها حاجة مطعمه.
صاحب المطعم يقول لأخبار الآن: "نحن في الحالة الطبيعية نحتاج إلى عبوة غاز يوميا لأن المطعم يشهد إقبالا من الأهالي، كما يقصده الكثير من خارج المدينة ومناطق قريبة من سراقب. وبعد ارتفاع أسعار مادة الغاز أربعة أضعاف وصعوبة الحصول عليها أو توفرها في المناطق المحررة، لجأنا إلى الأوكسجين".
وتابع: "سعر عبوة الغاز لا يمكن لدخل المطعم أن يغطيه ولن نتمكن من دفع الأجور للعمال، وأمام هذا الواقع كان لابد لنا من إيجاد بديل عن الغاز ولم يكن لدينا الكثير من الخيارات فلجأنا إلى "بابور الكاز" ولكن بسب صغر حجم خزان وقوده فإنه لم يكن يفي بالغرض ولا يلبي حاجة المطعم ما دفعنا للبحث عن بديل آخر فكان الأوكسجين"
ويضيف صاحب المطعم: "قمنا بفتح عبوة الأوكسجين من الأسفل بفتحة مضبوطة مع صمام علوي يعمل على فتح وإغلاق الفتحة على مبدأ صنبور الماء ليتم إضافة أنبوب يصل إلى الموقد وبهذه العملية تمكنا من تغطية حاجة المطعم للطهي، وحصلنا على عمل أسرع من "بابور الكاز" وتكلفة أقل أربعة أضعاف عن تكلفة عبوة الغاز العادية، لم يكن لدينا خيار آخر إما إغلاق المطعم والتوقف عن العمل أو إيجاد بديل عن الغاز".
هذا حال الكثير من المطاعم والمحالي والأهالي في المناطق المحررة، إذا يصعب على محل ومطعم تجاري تأمين مبلغ لشراء عبوة غاز، فكيف حال الكثير من الأهالي الذين فقدوا وظائفهم ورواتبهم وأعمالهم بعد أربع سنوات على انطلاق الثورة السورية.
ومنذ أن سيطرت التنظيمات الإرهابية على حقول النفط والغاز ،ومنها تنظيم داعش ولجوء نظام الأسد إلى رفع أسعار المحروقات والغاز والكهرباء ومحاولته الضغط على المناطق المحررة، زادت أسعار المواد النفطية والغاز. ولم يكتف نظام الأسد باستهداف تلك المناطق بالقصف والطيران والغازات السامة كالكلور، بل سعى أيضا إلى حرمان الكثير من الأهالي في هذه المناطق من أبسط حقوقهم للعيش وبات يفرض عليهم حصارا اقتصاديا خانقا حيث تعاني بعض المناطق من انعدام الطعام والشراب.
الجدير بالذكر أن سعر عبوة الغاز بدأ بالإرتفاع أكثر من ستة أشهر تقريبا، حيث ارتفع من ألفين ليرة سورية للإسطوانة الواحدة ليصل إلى عشرة آلاف، بزيادة أكثر من خمسة أضعاف في فترة لا تتجاوز الستة أشهر. ولا يزال ارتفاع أسعار اسطوانة الغاز مستمرا وقد يضطر الموظف لدفع نصف راتبه للحصول على اسطوانة.