أخبار الآن | متابعات – (كلنا شركاء)
رغم الحصار الذي تفرضه قوات النظام على الغوطة الشرقية في ريف دمشق وضعف الإمكانات المتوفرة، لم يمنع شبابها من القيام في الآونة الأخيرة، بنشاطات تدخل حيز الدعم النفسي للأطفال في المناطق المدمرة كلياً جراء قصف قوات النظام لها، ورعوا عدة حفلات متلاحقة في مناطق مختلفة اتسمت بالعفوية والبساطة.
“كلنا شركاء” التقت في الغوطة الشرقية مدير فريق “إنجاز” الذي نفذ هذه النشاطات، وقال إن ما دعا فريقه لهذا العمل هو ملاحظتهم أن الأطفال هم الفئة الأكثر تهميشا بالنسبة للدعم النفسي ورفع المعنويات، “فيكفيهم أنهم حرموا من تعليمهم ومن الحدائق العامة ومن أماكن اللهو واللعب، بسبب القصف المستمر وخطورة التنقل خلال اوقات النهار”.
وهذا ما دعا “محمد” وفريقه المكون من ناشطين وناشطات داخل الغوطة للاتفاق على إقامة حفلات تطوعية لدعم الاطفال معنوياً على أقل تقدير. ويضيف إنه على الرغم من انعدام الإمكانات، تمكنوا من تحقيق المستحيل، فقدم أحد أعضاء الفريق الإذاعة، وآخر قدم الكاميرات وآخر قدم الزينة، والآنسات كانوا “الدينمو المحرك للحفل” على حد قوله. وأقاموا عدة حفلات في المناطق المدمرة والمهمشة انسانياً وإغاثياَ، ورافق الأهالي أبناءهم في كل حفل كان يقيمه الفريق، وهذا دليل على الحاجة الملحة لرفع المعنويات للكبار قبل الصغار، بحسب مدير الفريق.
وحول التطور اللاحق، أوضح الناشط “محمد” أنه وفريقه بصدد عمل تنموي يستهدف شريحة الكبار وخاصة عامة الناس، الهدف رفع معنوي وتوعية وتوجيه، “بأساليب بسيطة واقعية بعيدة عن المثاليات والنظريات الوردية”.
ويفتخر الفريق بعدم وجود أي داعم أو ممول لنشاطاتهم، وخاصة أنهم وصلوا لقناعة تامة بأن الدعم أصبح سياسياً وتحزبياً، يفرض شروطاَ وأفكاراً معينة، ليكون في النهاية معبأً وموجهاً لبث فكر معين. وأكد أنهم فريق “إنجاز” التطوعي سيستمر بسبب وجود كفاءات مخلصة لا تطلب مقابلاً.
نشاطات التنمية والدعم النفسي كانت وجدت طريقها في وقت سابق إلى الغوطة الشرقية، لكنها لم تلق استمراراً أو نجاحاَ، أرجع نشطاء السبب إلى التحزب والمال السياسي وقلة الدعم للمؤسسات ذات الكفاءات التي لا تقبل انتماءً لأي حزب سياسي أو فصيل عسكري.