أخبار الآن | حماة – سوريا (خليل يونس)

تدخل اليوم المعارك في ريف حماة الشمالي يومها السادس، وحتى الآن لا يوجد تغيير في مناطق السيطرة التي رسمتها معارك أمس. وكان محوري عطشان وكفرنبودة قد شهدا يوم أمس معارك عنيفة بين قوات النظام وفصائل الثوار المدافعة عن المنطقة.

معارك تثبيت السيطرة

على محور كفرنبودة، حاولت قوات النظام التقدم نحو البلدة وسط تمهيد ناري كثيف من الطيران الروسي الحربي والمروحي، وكثافة نيران وفرتها الأسلحة الثقيلة لقواته. "أبو وائل" ناشط ميداني من المنطقة يتكلم لأخبار الآن: "لم تهدأ كفرنبودة البارحة، الطيران لم يفارق سمائها، وكذلك القصف المستمر من حواجز النظام أيضاً، لاسيما حاجز المغير وحاجز تل عثمان غرب جنوب كفرنبودة. قوات النظام الوصول إلى الصوامع لتنطلق من هناك نحو كفرنبودة، ولكنها عندما تنجح في الوصول إليها، سرعان ما ينظم الثوار هجوماً معاكساً ويردونها إلى المغير".

ويكمل شارحاً عن الخسائر لدى طرفي الجبهة: "م تدمير دبابتين للنظام، الأولى كانت على خط المغير، والثانية في تل عثمان. ومن المؤكد أن هناك خسائر أخرى لأن الثوار لم يتوقفوا عن استهداف تجمعات النظام في المغير. كما قامت أحرار الشام بقصف مطار حماة العسكري بمدفعية 130. من طرف الثوار نعى تجمع صقور الغاب استشهاد ثلاثة من مقاتليه استشهدوا أثناء التصدي لقوات النظام".

كذلك شهد محور عطشان معارك عنيفة، وسط محاولات النظام تثبيت نقاطه هناك وسط مؤشرات تنبئ بأنه سوف ينطلق بعد ذلك نحو ريف إدلب الجنوبي، وربما تكون "خان شيخون" هي ما يطمح إليه كخطوة أولى. على هذا المحور، كان ثمة عدة نقاط اشتباك أبرزها في قرية عطشان وتل سكيك، وجدير بالذكر أن الفصائل المقاتلة والمدافعة عن تلك المنطقة هي من فرض نقاط الاشتباك هذه على قوات النظام، في محاولة منها لطرد هذه الأخيرة واستعادة القرى التي خسرتها في الأيام السابقة.

عن هذا المحور يخبرنا "مراد" ناشط ميداني نتنقل بين ريف حماه الشمالي وإدلب: "كانت المعارك عنيفة، الثوار يحاولون استعادة ما خسروه، والنظام يقاتل بشراسة ليحافظ على ما سيطر عليه. وجه الثوار للنظام ضربات مؤلمة، طالت جنوده وعتاده، فقد تم تدمير 3 دبابات له، اثنتين منهما كانتا أثناء المواجهات في محيط تل سكيك، والثالثة في عطشان، كما تم تدمير ناقلة جنود له". ويضيف: "هناك إصرار لدى الفصائل لاستعادة المناطق التي تراجعوا عنها تحت ضغط الهجوم الذي شنه النظام بمساندة كبيرة من الطيران الروسي الذي تقصفنا أسرابه، البارحة مثلاً شوهدت 4 طائرات معاً قامت بالقصف على محور عطشان، وهذا أمر لم يكن يحدث سابقاً".

جدير بالذكر أن هناك أخبار تتردد حول إنشاء غرفة عمليات مشتركة من عدة فصائل وهي: "أحرار الشام، فيلق الشام، أجناد الشام، جند الأقصى، جبهة النصرة" بهدف التصدي لقوات النظام على محور عطشان ورده على أعقابه.

أما "كفرزيتا واللطامنة" فقد عاشت هدوءا نسبياً أمس، إذ أن حصتهما من القصف اليومي كانت أقل من الأيام السابقة، إذ قصفت اللطامنة براجمات الصواريخ، وأغار عليها الطيران الروسي أيضاً، ولم تسجل اشتباكات على الجبهات الملحقة في البلدتين. بينما كان نصيب ريف إدلب الجنوبي من القصف الليلي بالبراميل والطيران الحربي وافراً، لاسيما خان شيخون التي سجل فيها استشهاد مدنيين.

معارك مستمرة في ريف حماه الشمالي و"داعش" تهاجم الريف الشرقي

"داعش" تهاجم في الريف الشرقي

شهدت الليلة الفائتة محاولة من قبل "داعش" لاقتحام قريتي "عقارب والصبورة" اللتان يتواجد فيهما عناصر لجيش النظام والشبيحة بالإضافة للأهالي، كما تعتبران خط تماس مع عناصر "داعش" المتواجدين في تلك المنطقة والمنتشرين في مناطق قريبة مثل قليب الثور والعلباوي والبوحنايا وصلبا. وحول ذلك يروي "رائد" من المنطقة لأخبار الآن: "كانت البداية مع قصف لقرية عقارب بالقذائف بعد منتصف الليل، ثم تبع ذلك هجوم على القرية تزامن مع محاولة تسلل إلى بلدة الصبورة، لكن يبدو أن الهجوم لم يكن كبيراً لذلك تمت السيطرة عليه ورد القوات المهاجمة إلى خارج البلدتين وقتل منهم بعض العناصر".

وكان النظام كان قد أشاع منذ فترة عبر إعلامه منذ فترة أخبار حول أن طيرانه الحربي قد أجبر "داعش" على الانسحاب من ريف حماه الشرقي "ريف السّلمية"، لكن هذه المعلومات كانت عارية عن الصحة. ويذكر أنه سبق لـ"داعش" أن هاجمت قرية "المبعوجة"، وهي قرية صغيرة محاذية لقرية الصبورة، وارتكبت فيها مجزرة بحق الأهالي بعد أن هرب الشبيحة الذين كانوا يدعون حمايتها.