أخبار الآن | مرسين – تركيا (قتيبة حجازي)
تتوالى الأيام على سوريا وما يزال عدد الشهداء في تصاعد مستمر نتيجة حرب ما تزال مستعرة منذ خمس سنوات. حصدت الحرب مئات الآلاف من أرواح السوريين، مما خلّف آلاف من الأطفال اليتامى الذين فقدوا معيليهم.
ويقدر العدد الإجمالي للأطفال السوريين الأيتام تقريباً بحوالي "800" ألف طفل موزعين على المحافظات السورية ودول الجوار كتركيا ولبنان والأردن.
الأطفال السوريين الأيتام في تركيا
لم تستطع الجهات الرسمية التركية والسورية إحصاء أعداد الأطفال السوريين الأيتام اللاجئين في تركيا حتى الآن وذلك بسبب استمرار عمليات اللجوء.
"سارة" 6 سنوات، من مدينة أريحا في محافظة إدلب فقدت والديها خلال عمليات قصف النظام للمدينة، حيث استشهد والديها بقذيفة، وكانت أمها تعاني من صراع طويل مع مرض السرطان. انتقلت مع شقيقها المتزوج وشقيقها "هادي" 10 سنوات إلى مدينة أنطاكيا التركية، حيث دخلت مدرسة سورية خاصة بأبناء الشهداء، إلا أن أوضاع شقيقها المادية المتردية أجبرتهم على الانتقال لمدينة أخرى مما اضطر سارة لترك مدرستها وأصدقائها لتبقى تحت رعاية شقيقها، لتعود بعد عام إلى المدرسة ذاتها لتكمل تعليمها، ولكن شقيقها هادي اضطر لترك صفوف الدراسة ليساعد شقيقه الأكبر في إعالة الأسرة.
أما "نداء" ذات 16 عاما، من ريف مدينة حماة، فقد عاشت مع والدتها بعد هجر والدها للأسرة وسفره إلى المغرب عندما كانت في عمر ثلاثة أشهر حيث تركها مع ثلاث شقيقات وأربعة أشقاء، وكانت والدتها تعيل العائلة من عملها في الحقول.
تزوجت نداء حين بلغت 15 عاما، لترزق بطفلة، لكنها قذيفة من النظام أودت بحياتها بعد أربعة أيام من نقلها إلى المشفى في تركيا لتترك خلفها طفلتها ذات السبعة أشهر يتيمة.
جهود تركية لتسوية أوضاع الأيتام السوريين
تقوم المنظمات والجمعيات الخيرية التركية والسورية والدولية على العمل جاهدة من أجل بناء مدارس خاصة تعنى بالأطفال الأيتام السوريين في تركيا، لتقديم الإغاثة في مجالات الصحة، التعليم، الدعم النفسي والإيواء. وبالرغم من ذلك ما تزال هذه الجهود متواضعة نتيجة زيادة عدد الأطفال الأيتام اللاجئين إلى تركيا وذلك بسبب تصاعد وتيرة العنف في سوريا.
هذا وقد تم تسجيل بعض الحالات لأطفال لم يفقدوا ذويهم، ولكن تم العثور عليهم على الحدود السورية التركية.
وتعتزم الحكومة التركية إنشاء مخيم خاص بالأطفال السوريين الأيتام في مدينة "غازي عنتاب"، حيث سيوفر المخيم كافة الاحتياجات اللازمة لهؤلاء الأطفال من مسكن وغذاء ورعاية صحية وتعليمية للحد من ظاهرة اضطرار الأطفال السوريين اللاجئين ترك مقاعد الدراسة للعمل في سن مبكرة لكسب لقمة العيش.
ومن الجدير بالذكر خطر استغلال المافيات للأطفال السوريين بطرق مختلفة منها: "التسول، تلميع الأحذية، تنظيف زجاج السيارات وبيع الأزهار والمناديل الورقية على الإشارات الضوئية". هذا وتنتشر بعض المواقع الإلكترونية التي تهدف إلى الإتجار بالأطفال الأيتام تحت شائعات تتحدث عن سماح الحكومة التركية بتبني الأطفال السوريين، إضافة إلى أنباء غير مؤكدة عن قيام المافيات بالمتاجرة بأعضاء الأطفال الأيتام.
يذكر، أنه ووفقاً لبعض منظمات المجتمع المدني السورية، فإن عدد الأيتام المسجلين لدى جمعيات رعاية الأيتام السوريين قد بلغ "475" ألف يتيما، 10% منهم فقط يحظى بكفالة جمعيات رعاية الأيتام.
وذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير لها أن "82" ألف أسرة سورية فقدت رجالها المعيلين و "2300" أسرة فقدت الأمهات.