أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (وكالات)
كشف بافيل دو روف مؤسس شبكة التواصل الاجتماعي الروسية " VK " وخدمة "تلغرام" أن إرهابيين استخدموا البرنامج الذي اخترعه ونفذوا اعتداءات عدة، وقال دوروف إن الإرهابيين كانوا فعلا ينسقون كل خطواتهم عن طريق "تلغرام" الذي يبنى على تكنولوجيا تشفير المراسلات.
التطبيق يتمتع بمميزات وخصائص جعلت منه مختلفا وفريدا عن غيره من التطبيقات، فهو يتسم بنسبة امانة عالية جدا، حيث يسمح للمستخدمين تبادل معلوماتهم ورسائلهم بشكل مشفر، لايُعلم مضمونها حتى على اصحاب التطبيق، وخصوصا الدردشة المشفرة، ويرسل ويستقبل ملفات ووثائق وفيديوهات من اي نوع.
وفي تقرير نُشر على موقع BBB تجد كيفية بدء تحول داعش والمنظمات الارهابية كالقاعدة الى المنصة الجديدة، فاشار التقرير الى انه وبعد اطلاق التطبيق باربع ايام انشأ داعش قناة جديدة بعنوان ناشر يتواجد فيها آلاف المتابعين، وبدأ داعش ينشر فيها بياناته في التيلغرام قبل نشرها في تويتر بعدة دقائق في بعض الاحيان، كما اطلق تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وجماعة انصار الشريعة الليبية قنواتهم الخاصة على تطبيق التيليغرام في 25 و 26 من سبتمبر على التوالي.
ولم يقف الامر عند هذا الحد، بل قامت احدى الصفحات بوضع رقم هاتف عراقي من اجل الاضافة في تيلغرام ونشر اخر اخبار عملياتهم في العراق، وخصوصا فيما يتعلق ببعض الرهائن وعمليات الابتزاز. الخطر الاكبر في هذه الصفحات الارهابية ان الحوارات والنشر فيها مشفر، بل تحدى تيلغرام اي شخص يستطيع فك شفرة هذه الحوارات، وقامت اكثر من ذلك ! حيث تحدى مؤسس التيلغرام اي شخص يستطيع فك شفرات المحادثات ووعد باعطائه مبلغ ٢٠٠ الف دولار ان فعل ذلك. وهذا يعني ان الحوارات وكل ماينشر ومايتم تداوله بين الجماعات الارهابية على التيلغرام غير خاضع للمراقبة حتى من قبل التيلغرام الذي لايستطيع مشاهدة بعض الحوارات، ما يعني توفير ارضية آمنة للارهاب للتخطيط والعمل والتنسيق من اجل تنفيذ مخططاتهم الارهابية التي تتحدى القيم الانسانية. ومع هذا المخاطر ادرك مؤسس تيلغرام ما يمكن ان تؤول اليه الامور ، وواضوح بانه سيمنع اي نشاط ارهابي على هذه المنصة واعترف بان هجمات استراليا الي حدثت قبل عدة اشهر قد تم تنسيقها في التيلغرام، الا ان هذا الوعد، وفي ظل ماتقدم من خصائص للتيلغرام، قد يبدو بعيدا عن التحقق واقرب الى الاماني منه الى الواقع . يبدو ان للتطور التقني في العالم الرقمي اوجه اخرى لانراها في لحظات نشوة اصحابها باختراعها واعلانها للعالم، وهي اوجه ظلامية لها نتائج قيمية تتعلق بحياة الانسان والامان الذي يطمح ان يعيش فيه والذي هو أحد اهم احتياجات الذات البشرية على حد وصف العالم الشهير ماسلو.