أخبار الآن | ريف دمشق – سوريا (محمد أيوب)
تجمّعت منذ صباح اليوم عدة حافلات للنقل الداخلي المعروفة بـ"الباصات الخضراء" في محيط مخفر "القدم" الواقع في مناطق سيطرة النظام في الجزء الشمالي الغربي من حي القدم الدمشقي.
وأشار ناشطون محلّيون من جنوب دمشق أنّ تلك "الباصات" ستقلّ الدفعة الأولى من عناصر تنظيم داعش من جنوب العاصمة دمشق إلى مناطق سيطرة التنظيم في الشمال الشرقي من سوريا، حيث يعتقد أن منطقة "بئر القصف" في ريف دمشق الشرقي الجنوبية ستكون المحطّة الأولى للدفعة المنسحبة من التنظيم.
وأكّد الناشط الإعلامي المتواجد في حي القدم "عمر هاني" أن هناك "تسوية بين تنظيم داعش ونظام الأسد برعاية جهة وسيطة، في الغالب هي الأمم المتحدة، لخروج التنظيم من جنوب دمشق على دفعات"، وتسمح التسوية بانسحاب مقاتلي تنظيم داعش المتمركز في حي الحجر الأسود، معقله الرئيسي، والمتواجد أيضاً في أحياء مخيم اليرموك والتضامن والعسالي الملاصقة للحجر الأسود، بالإضافة للسماح بخروج عائلات مقاتلي التنظيم والعائلات المدنية التي ترغب من جنوب دمشق.
ونشرت صفحة "دمشق الآن" على الفيس بوك، إحدى وسائل الإعلام المؤيدة لنظام الأسد والمعروفة بعلاقات العاملين فيها القوية مع أجهزت مخابراته، خبراً اليوم أكّدت فيه نقلاً "عن مصادر مطّلعة" أن "5000 شخصا سيتم ترحيلهم من جنوب العاصمة دمشق إلى شمال وشرق سورية من مسلحين وعوائلهم بوساطة الباصات الخضراء تحت إشراف الهلال الأحمر العربي السوري، الأمر الذي يعدّ تأكيداً مباشراً من أوساط نظام الأسد للتسوية مع تنظيم داعش.
اشتباكات بين الأبابيل وداعش في منطقة التضامن
في هذه الأثناء شنّت مجموعة من 25 مقاتلاً من "جيش الأبابيل" هجوماً بعد فجر اليوم ضد تنظيم داعش، منطلقةً من محيط مسجد علي بن أبي طالب في حي زليخة بالتضامن باتجاه كتلة المباني السكنية غرب شارع دعبول في حي التضامن بدمشق.
وتمكّنت المجموعة المتسلّلة بعد اشتباكات عنيفة من السيطرة على كتلة المباني المحاذية لشارع دعبول من الجهة الغربية، إلّا أن استهداف قوات الأسد برصاص القناصات والأسلحة الرشاشة لشارع دعبول ورصده لطريق عبور المقاتلين من حي زليخة باتجاه المواقع الجديدة، اضطّر منفّذي العملية إلى الانسحاب والتراجع.
واستشهد إثر العملية "محمد الكفري" الملقّب بـ"أبي عدي هاون" القائد الميداني في جيش الأبابيل، وابن مخيم اليرموك وأحد مقاتلي مجموعته "محمد الديري" من محافظة دير الزور، وجرح أربعة مقاتلين على الأقل أحدهم بحالة حرجة.
وقال أحد المقاتلين المشاركين بعملية التسلل والذي أصيب بجروح طفيفة في الرأس لأخبار الآن أن: "أعداد قتلى التنظيم بلغت أكثر من 15 عنصراً جراء الاشتباكات، حيث تمكنّا بعد التسلل مباشرة من قتل أربعة عناصر كانوا في أحد نقاطهم المطلّة على شارع دعبول، ومن ثم استهدفنا ثلاثة عناصر حاولوا مؤازرة المجموعة السابقة".
وتأتي التطورات الأخيرة بعد انتشار شائعات خلال الأسبوعين الماضيين حول انسحاب تنظيم داعش من جنوب دمشق إلى الرّقة دون إمكانية الحصول على تأكيدات قطعية في حينها، إلّا تلك التي تتعلّق ببيع عناصر التنظيم لممتلكاتهم وأغراضهم الشخصية في أسواق جنوب دمشق بأسعار أقل من سعرها الطبيعي، بالإضافة لهدوء مختلف جبهات القتال بين التنظيم وفصائل الجيش الحر المتواجدة في بلدة يلدا.
جدير بالذكر أن الحديث عن انسحاب تنظيم داعش من جنوب دمشق قد تكرّر عدّة مرات خلال السنتين الماضيتين دون أن يتطور إلى إجراءات عملية على أرض الواقع.