أخبار الآن | قيصري – تركيا (محمود العبدالله)
يتجمع في مدينة قيصري التركية أكثر من 60 ألف سوري تركوا بلادهم خوفاً من بطش النظام السوري وحلفائه، يعيش معظم هؤلاء النازحين أوضاعاً إنسانية صعبة فهم بحاجة إلى من يمد لهم يد العون والمساعدة.
مبادرة "فريق الصحفيين الشباب"
شُكل "فريق الصحفيين الشباب" من مجموعة طلاب جامعيين في كلية الصحافة بجامعة "أرجيس" التركية. يعمل هذا الفريق على تقديم المساعدات الإنسانية والدعم النفسي للمحتاجين والفقراء في مدينة "قيصري" بالإضافة إلى نشاطاته الثقافية والتعليمية.
وقد خصص هذا الفريق جزءاً من أعماله ونشاطاته للعائلات السورية القادمة مجدداً إلى مدينة قيصري، فهي أحق بالدعم والمساعدة من غيرها، فارتفاع أجور المعيشة في تركيا بدءاً من أسعار الطعام إلى أجور السكن والمفروشات؛ يجعل معظم العوائل السورية عاجزة عن تأمين احتياجاتها الضرورية.
في حديث خاص لمراسل "أخبار الآن" قالت "قدر أوزلام" مديرة الفريق: "توجد هنا عدد من الجمعيات التركية التي تحاول تقديم المساعدة للسوريين لكن نحن ك"فريق الصحفيين الشباب" بالتعاون مع "اتحاد شباب قيصري" عملنا على مساعدة أهلنا وتسليط الضوء على معاناتهم، فقمنا اليوم في منطقة "عصملي" في مدينة قيصري بمساعدة العائلات السورية، هدفنا هو رسم الابتسامة على وجوه الأطفال السوريين وتخفيف معاناتهم، ونتمنى أن نكون قد حققنا أهدافنا هذه وقدمنا شيئا جميلاً لإخواننا السوريين هنا".
نوعية المساعدات
قام الفريق بجمع كميات من الألبسة والأحذية والقرطاسية والألعاب بهدف تقديمها للأطفال السوريين وعائلاتهم، وقد استطاع الفريق الوصول لعشرات العائلات المقيمة في أطراف مدينة قيصري واطلع على معاناتهم وأحوالهم وقدم لهم ما أمكن من المساعدة والدعم.
في حديث خاص لمراسل "أخبار الآن" قال "مولود هاسغول" أحد أعضاء "فريق الصحفيين الشباب": "انطلاقا من إحساسنا بالأخوة السورية التركية وانطلاقاً من واجب إكرام الضيف، قمنا بمشروع مساعدة الأطفال السوريين عن طريق تقديم المساعدات العينية كالألبسة والأحذية والقرطاسية بالإضافة إلى الألعاب، لم نكن نتوقع أننا نستطيع تقديم كل هذا لأطفالنا لكن بجهود فريقنا المتواضع وبالتعاون مع أصدقائنا استطعنا إدخال الفرحة إلى قلوب بعض العائلات وسنسعى في المرات القادمة لتقديم المزيد لهم إن شاء الله".
وأضاف "مولود": "لاحظنا حب الشعب التركي للضيوف السوريين وتعاونهم معهم وسعيهم لتقديم المستطاع، فعندما كنا نتجول في الطرقات كان الأهالي هنا يرشدوننا لبيوت الأخوة السوريين ويشرحوا لنا معاناتهم ويحثونا على تقديم الدعم لهم وإيصال صوتهم للمعنيين".
تعتبر هذه المبادرات رغم ضعف إمكانياتها ذات أهمية كبيرة لما تدخله من فرحة على قلوب الناس المحتاجين ولما تخفف من مشاكلهم ومعاناتهم اليومية. فقد قالت "فرح" طفلة سورية مقيمة مع أحد عشر فردا من عائلتها في بيت صغير مؤلف من غرفتين: "بعد أن استشهد أبي في سوريا خرجنا إلى تركيا هرباً من بطش طائرات النظام المجرم، ونحن هنا نعيش أوضاعا صعبة وقاسية ونفتقد للمستلزمات الضرورية، وأنا أشكر "فريق الصحفيين الشباب" على نشاطهم هذا وعلى ما قدموه لنا، لكننا نطمح منهم ومن أهل الخير تقديم المزيد من الدعم والرعاية لنا".