أخبار الآن | درعا – سوريا (سارة الحوراني)
تتسارع الخطوات لإحياء الرياضة من جديد في المناطق الخاضعة لفصائل المعارضة السورية بدرعا جنوب سوريا، على الرغم من الأوضاع المأساوية التي يعيشها الأهالي في تلك المناطق سواء الأمنية أو المعيشية وحتى الصحية.
حيث أن ممارسة الرياضة من قبل الأطفال والشباب تشكل المتنفس الوحيد لهم للخروج من مستنقع الموت المحيط بهم، والذي حصد أرواح الآلاف في مناطقهم على مدار خمس سنوات من عمر الثورة السورية ودخولها العام السادس، ما دفع بالرياضيين إلى تنظيم أنفسهم والانضمام إلى المنظمات والهيئات الرياضية في المعارضة السورية، تحت مظلة الهيئة العامة للرياضة والشباب المستقلة.
انتخابات لاختيار اللجنة التنفيذية وتنظيم البطولات والمسابقات
ويقول "أحمد الغانم" رئيس اللجنة التنفيذية بدرعا والتابعة للهيئة العامة للرياضة والشباب، لمراسلة أخبار الآن: "بدأت الرياضة بالعودة إلى الظهور بعد تحرير كل مدينة وبلدة من سيطرة قوات الأسد، والتي حولت جميع المدن والبلدات التي سيطرت عليها إلى مناطق عسكرية، وقطعتها بآلاف الحواجز واحتلت المرافق الخدمية والعامة ومنها المنشآت الرياضية، وتحولت لمراكز للاعتقال والقتل والقصف بشتى أصناف الأسلحة على المدنيين في محافظة درعا، "مشيراً" إلى أن بذور التنظيم الرياضي أخذت بالنمو من خلال تنظيم بعض البطولات وخاصة في بلدة المزيريب في ريف درعا الغربي، حيث كان لرياضيي البلدة دوراً مهما في تنظيم البطولات على مستوى المناطق المحررة وخاصة في كرة القدم".
وأضاف بأنه مع مرور الوقت واتساع المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة أخذت عجلة الرياضة بالدوران فيها واتسعت الرقعة الجغرافية للرياضة، حيث تم عقد عدد من الاجتماعات ضمت جميع المعنيين بالشأن الرياضي، ومن ثم تم التواصل مع الهيئة العامة للرياضة والشباب والانضمام تحت مظلتها، والتي حددت بدورها شروط وآلية الانتخابات للجنة التنفيذية الرياضية بالمحافظة، وهذا ما تم بالفعل من خلال إجراء عملية الانتخابية لاختيار أعضاء مجلس إدارة اللجنة التنفيذية والمكاتب الإدارية البالغ عددها 11 مكتباً، فقد تم انتخاب 5 أعضاء في المنطقة الغربية من ريف درعا و4 أعضاء في الريف الشرقي لدرعا واثنين من مدينة درعا".
رعاية الناشئين والصغار ودورات تحكيمية
وبيّن الغانم بأنه تم وضع عدد من المشاريع المستقبلية للنهوض بالواقع الرياضي نحو الأفضل وتلبية متطلبات الجماهير الرياضية، ومن تلك المشاريع التركيز ورعاية الأشبال والناشئين من خلال تأمين كافة مستلزمات رعايتهم من خبرات مؤهلة وتجهيزات رياضية، كذلك تنشيط الرياضة النسائية عبر تجهيز أماكن خاصة للممارسة الرياضة النسائية، كما سيتم إقامة دورات تحكيمية لعدة ألعاب نظرا للحاجة الكبيرة للعنصر التحكيمي المختص والمؤهل بشكل ممتاز".
24 ناديا رياضيا مرخصاً بدرعا
وصل عدد الأندية المرخصة في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية بمحافظة درعا إلى 24 نادياً وفقا للسيد "موسى أبو عون" رئيس قسم الشؤون الإدارية في اللجنة التنفيذية الرياضية بدرعا، والذي قال لأخبار الآن: "إن الأندية المرخصة استوفت كافة شروط الترخيص وأهمها أن يصل عدد الرياضيين المنتسبين في النادي إلى 50 رياضياً كحد أدنى، حيث وصل عدد الرياضيين الذين انتسبوا إلى الأندية الـ 24 أكثر من 1500 رياضي من مختلف الأعمار ويمارسون عدد من الألعاب الجماعية والفردية، مشيراً إلى أنه يتوجب على النادي في المدينة ممارسة لعبتين كحد أدنى، أما في الريف فلعبة واحدة تكفي لمنح النادي الترخيص الرسمي وهناك عدد جديد من الأندية قيد الترخيص بعد ان استوفت الشروط".
بطولة دوري القدم .. واليد أبرز الألعاب العائدة
وذكر "أبو عون" بأن بعض الأندية تمارس أكثر من لعبة فردية وجماعية حسب الإمكانيات المالية للنادي، وأن أهم الألعاب التي تم اعتمادها من قبل اللجنة التنفيذية هي: كرة القدم واليد وكرة الطائرة والسباحة والكيك بوكسينغ والشطرنج والكاراتيه والملاكمة وكرة الطاولة، مبيناً بأنه تم تنظيم بطولة الدوري بكرة القدم والتي تم اعتماد ثلاثة ملاعب رياضية لإقامة المباريات فيها: وهي ملعب بلدة نصيب ومدينة طفس وتسيل في ريف درعا، حيث تم تقسيم الأندية إلى مجموعة تلعب في المنطقة الشرقية من ريف درعا ضمت 8 فرق، ومجموعة في المنطقة الغربية ضمت 16 فرق لبعد المسافات وظروف التنقل الصعبة والخطرة بين المناطق.
المنشآت الرياضية بمدينة درعا وكراً لقوات الأسد لممارسة اجرامها
وتواجه الرياضة في مناطق المعارضة العديد من الصعوبات، أهمها قلة المنشآت الرياضية وفقاً "لأبو عون" الذي أوضح بأن: "المنشآت الرياضية الضخمة في محافظة درعا ما تزال تحت سيطرة قوات الأسد، حيث انحرف عمل تلك المنشآت عن الدور المناط منها وباتت منبعا للقتل والتنكيل بالأهالي من خلال تحولها لثكنات عسكرية وأمنية لقوات الأسد، ومركزاً لعملياتها العسكرية في المنطقة الجنوبية، كما أن القصف والاستهداف المباشر للمرافق الحيوية والمدارس من قبل قوات الأسد، الأمر الذي يفاقم من صعوبة وجود أماكن أمنة للممارسة الرياضة، إضافة إلى الصعوبات المالية الكبيرة في تأمين مستلزمات الرياضة وتجهيز الأماكن، حيث يجري العمل حالياً بالاعتماد على التصنيع المحلي لبعض التجهيزات والأدوات الرياضية نظراً لارتفاع أسعار شرائها وإدخالها إلى مناطق المعارضة كون الأندية تعاني من فقر شديد وتعتمد على التبرعات البسيطة سواء من المنظمات أو الأشخاص".
يذكر بأن محافظة درعا تميزت برفد الرياضة السورية منذ سنوات بمواهب ولاعبين حققوا بطولات عربية ودولية لسوريا، وخاصة في لعبة كرة اليد والتي تعد درعا مدرسة عريقة بهذه اللعبة حيث برز من أبنائها عدد من اللاعبين المحترفين على مستوى العربي والقاري، ومع انطلاق الثورة السورية قدمت الرياضة في محافظة درعا عددا كبيرا من الشهداء من اللاعبين والمدربين والإداريين فيما اعتقل آخرون، حيث سقط أول شهيد في الثورة السورية "محمود الجوابرة" وكان لاعباً في كرة القدم في نادي الشعلة الرياضي.