أخبار الآن | إدلب – سوريا (إيهاب بريمو)
اثنتا عشرة ساعة في بلد الزيتون تعلو رائحة الموت بعد عدة غارات استهدفتها بالطيران الحربي الروسي. مساء الإثنين 30 أيار، مدينة إدلب تمطر بثماني غارات جوية وذلك بتمام الساعة 10.30، موقعة قتلى وأضرارًا مادية كبيرة. ارتفع عدد ضحايا مدينة إدلب إلى 50 مدنيًا، وما تزال فرق الدفاع المدني تنتشل جثث الشهداء من تحت الأنقاض، بحسب ناشطي المدينة. اثنتا عشرة ساعة من العمل المتواصل لفرق الدفاع المدني في إدلب من أجل إنقاذ ما تبقى من أرواح تصارع الموت تحت الأنقاض.
"رابعة" فتاة في العشرين من عمرها فقدت عائلتها بسبب الغارات، تقول لأخبار الآن: "ذهبت إلى بيت أختي المتزوجة في الحي المجاور لأبقى الليلة عندها. ونحن نحضر طعام العشاء سمعنا صوت الطيران وبسرعة ذهبنا إلى الملجأ في الطابق الأرضي للبناء. شن الطيران غاراته الثماني ونحن وجميع القاطنين في البناء من أطفال ونساء وحتى الرجال قابضين على أرواحنا، لم أكن أشعر بالخوف على نفسي لكن هناك أطفال أختي وغيرهم كانوا يصرخون بشدة من الأصوات التي كانت تأتينا من الخارج"، وتكمل: انتهت الغارات، وبعد نصف ساعة ونحن في الملجأ خرجنا لنسمع أحد الشباب يقول بأنه قد قصف الحي المجاور لنا. اللحظات الأولى لم أستوعب الخبر، أختي سارعت بالبكاء وصرخت "أهلي". عند سماعي هذه الكلمة استيقظت. ركضنا مسرعتين إلى حينا فلم نجد سوى الركام والنار تحيط بالمكان، لم أرى البناء الذي كنت أعيش فيه وقضيت 20 عاما فيه؛ تناثر مع الريح، نظرت إلى أختي فعيناها غارقة في الدموع. صرخت بأعلى صوت "أمي أبي" لكن لا مجيب .. لم أعد أستطيع سماع صوت أمي.
يذكر أن الغارات شملت أحياء متفرقة في المدينة، لكنها تركزت على المشفى الوطني، الذي خرج عن الخدمة. وأعلنت إدارة مدينة إدلب مع "غرفة عمليات جيش الفتح" عن تعليق العمل في جميع الدوائر التابعة لها، حتى السبت المقبل، باستثناء مديرية الصحة والدفاع المدني والأفران. يشار على أن مدينة إدلب تخضع لهدنة بين النظام السوري والمعارضة باتفاق "الزبداني– كفريا والفوعة"!.