أخبار الآن | منبج – سوريا – (جلال زين الدين)
تشهد صفوف تنظيم داعش في مدينة منبج ارتباكا نتيجة الحصار الخانق المفروض على المدينة، فلم يتوقع حتى أعداؤهم أن يسقط الريف المنبجي بهذه السهولة، يقول أبو يوسف من مدينة منبج: "بعد أن كانوا يمنون النفس، ويخدعون عناصرهم بالوصول إلى روما قريبا نراهم يهربون ولا يأمنون على بيوتهم"، فأغلب العناصر يعيشون حالة صدمة من الوضع .
يُذكر أن الغالبية الساحقة من عناصر داعش المتبقية في المدينة من السوريين (الأنصار) فقد سحب التنظيم منذ قرابة عام أكثر الأجانب (المهاجرين) شرقا، كما خرج عدد كبير من المهاجرين في الفترة الأخيرة، وإذا عرفنا أن معظم هؤلاء الأنصار بايعوا داعش طلبا للمال والسلطة أدركنا موقفهم الحرج، يقول الشيخ أبو محمد من منبج: "عناصرهم أصابهم الغرور، وصاروا يعتبرون أنفسهم مُلاكا لمفاتيح الجنة يكفرون الناس ويزكونهم فلا يتركون العباد من شرورهم".
ودفعت حالة التوتر التنظيم للتخبط في قراراته وممارساته، فزادت حملات الاعتقال، وعمليات الدهم للبيوت، وأصبح الناس يؤخذون بالشبهة، يقول الناشط أبو عمر من منبج: "تتزايد حالات الاعتقال يوما بعد آخر، ولا سيما للأكراد وعناصر الجيش الحر الذين قدموا استتابة سابقا" وتنتشر دوريات الأمنيين والحسبة التي توقف أي شخص يخرج من بيته بعد المغرب وتسأله، يتابع الناشط أبو عمر: "ويتم سحبهم أحيانا من قبل الأمنيين للتحقيق معهم".
ويكثر الحديث عن هروب عناصر، وقادة من التنظيم خارج المدينة، ويؤكد لأخبار الآن الناشط أبو يوسف بعض الأسماء قائلا: "يجهد التنظيم في إخفاء ضعفه وحالة التصدع في صفوفه، فلم يقتصر الهرب على العناصر إذ شمل أمنيين قادة كنعيم الكلش أبو سلمة وأبو عيسى" وتمتلئ الصفحات بأسماء قادة لم يتم التأكد منها على الأرض.
ولم يمنع ذلك قيام من بقي في المدينة الاستعداد للمعركة التي أصبحت لهم قضية حياة أو موت بعد حصار المدينة من كل الجهات، فتحولت المدينة لثكنة عسكرية، يقول الناشط أبو عمر: "تم وضع السواتر والدشم، وفتح فتحات بين الطوابق الأرضية للتنقل بين الأبنية بعيدا عن الطائرات، كما أخليت بعض الأحياء من سكانها كأجزاء من طريق حلب من دوار السبع بحرات للشرعية مع تفخيخ بعض البيوت "وفعل الأمر ذاته بأحياء الحزاونة وطريق الجزيرة.
ويستطيع التنظيم مصادرة أي بيت أو سيارة للضرورة الحربية، وما ساهم في حالة الفوضى انقطاع من هم داخل منبج عن العالم الخارجي، فقد صودرت لواقط البث الفضائي والسيرفرات، ومنع النت، وتصادر أية شريحة هاتف تركية، مما يسمح بانتشار الشائعات، ويعزف التحالف على وتر الحرب المعنوية عبر إلقاء مناشير تبشر أهل منبج بقرب الخلاص من داعش وإرهابها، وتشعرهم هذه المناشير أن اقتحام منبج بات وشيكا.
وتسري شائعات عن مفاوضات سرية عبر وجهاء من العشائر لتأمين خروج آمن لعناصر داعش مقابل تسليم المدينة دون قتال، ولكن ينفي عناصر داعش هذه الشائعات، ويقول الناشط أبو يوسف: "شهدت الفترة الماضية هدوءا غير طبيعي"، يستشف منه أمران: وجود مفاوضات ما، أو استعداد اللحظات الأخيرة لاقتحام المدينة "وتبقى الأيام القادمة صعبة ليس على عناصر داعش فحسب إذ يخشى المدنيون أن يطول الحصار أو تطول المعركة.