أخبار الآن | باريس – فرنسا (هاني الملاذي)
حذر عضو المجلس الوطني السابق معتز شقلب، من خطورة إخلاء بلدتي قدسيا والهامة على أطراف دمشق من سكانها الأصليين ضمن سياسة التغيير الديموغرافي التي ينتهجها النظام لإفراغ المناطق المعارضة له من سكانها الأصليين واستبدالهم بموالين له من داخل وخارج سوريا مذكراً بما حدث من قَبل في باب عمرو والقصير بحمص وداريا بريف دمشق وطالب شقلب في تصريح لأخبار الآن الدول الصديقة للشعب السوري بالتدخل الفوري عبر الضغط على روسيا والنظام لإيقاف عمليات التهجير القسري.
معتز شقلب قال لأخبار الآن: لا لسياسة التهجير القسري ولا للتغيير الديموغرافي التي يقوم بها النظام السوري بتغطية كاملة من النظام الروسي، التغيير الديموغرافي يقوم به النظام بعد تهجير أهل سوريا من أرضهم ومدنهم التي تربوا بها، ثم يأتي بسكان جدد من خارج سوريا أو من مناطق أخرى موالية له لجعل مناطق معينة بأكملها تحت سيطرته بالكامل، هذا التهجير القسري هي أدوات يقوم بها النظام لإخضاع المناطق الثائرة له، كما حدث من قبل في باب عمرو والقصير ثم امتد إلى داريا واليوم الهامة وقدسيا"، وأوضح أن الحملة التي يقومون بها هي للضغط على الأمم المتحدة على القيام بدورها المنوط بها، مطالباً أمريكا وفرنسا كأصدقاء للشعب السوري بالضغط على روسيا لإجبار النظام على أيقاف التهجير القسري وطرد السكان من مدنهم.
وكان ناشطون سوريون أطلقوا في شهر تشرين الأول أكتوبر 2016 حملة رافضة لما أسموه "التهجير القسري" الذي يمارسه النظام السوري مدعوما من روسيا، داعين إلى تنسيق احتجاجات في عواصم دول العالم.
وقالت الحملة إنها تتحدث باسم سكان وأهالي المناطق المحاصرة في سوريا (دير الزور وحلب وريف حمص الشمالي والوعر ومعضمية الشام والزبداني ومضايا وقدسيا والهامة ووادي بردى والغوطة الشرقية)، مؤكدين أن النظام السوري يقوم بحملة تهجير، عبر "إنهاكهم بالجوع والخوف والمرض والاعتقال، وملاحقتهم بكل أساليب القتل من قصف تستخدم فيه الأسلحة المحرمة"، لجعلهم أمام أحد خيارين: الموت، أو الخروج من ديارهم، على حد تعبيرهم.
ورأى الناشطون أن هذا يأتي ضمن سعي النظام لتقسيم سوريا، وتحويلها إلى كانتونات طائفية ومذهبية وحماية المناطق التي يريد ضمها إلى دولته بمستوطنين جدد يتم جلبهم من طائفة معينة، ويستوردهم من إيران والعراق وأفغانستان لحماية حدود دويلته.
أما الجانب الآخر، بحسب الحملة، فهو جمع المعارضة في منطقة واحدة تكون "منطقة عقاب وتصفية وإبادة جماعية"، مشيرة إلى أن النظام قد يستلهم من حليفه الروسي خطته في غروزني "تتم إبادتها بمعونة روسيا وإيران ومليشياتها الطائفية بذريعة محاربة الإرهاب"، في ما أسموه "مصيدة الذباب".
وأشارت حملة "لا للتهجير القسري في سوريا" إلى نجاح النظام بخلق ظروف مأساوية فجائعية اضطرت أكثر من عشرة ملايين سوري للنزوح من سكنهم للهرب من القصف والإبادة، استعان بها النظام "بمن استقدمه لقتل شعبه، فأوقع سوريا تحت احتلالين عسكريين من إيران وروسيا، وملأها بالشبيحة والمليشيات الطائفية".
وأشارت الحملة إلى ما جرى في داريا والمعضمية ومضايا والزبداني، وما أسمته "مأساة حي الوعر"، مشيرة إلى أن هذا يجري ويتكرر ضمن خطة التهجير القسري بعد خطة إجبار الشعب على النزوح، في دير الزور والغوطة وقدسيا والهامة ووادي بردى.
وتابعت: "لا نستبعد أن تمتد خطة التهجير والتغيير الديموغرافي إلى حلب التي كانت تضم ستة ملايين مواطن، ولم يبق فيها إلا أقل من ثلاثمائة ألف يسعى النظام إلى إطباق الحصار عليهم كي يجبرهم على الهجرة أيضا، فلا يبقى في سوريا التي سماها المفيدة، غير أنصاره وأشياعه".