أخبار الأن | سوريا – (حسيب عبد الرزاق)
رشحت منظمة مراسلون بلا حدود الناشط الإعلامي السوري هادي العبد الله لنيل جائزة حرية الصحافة للعام 2016، ويأتي ترشيح العبد الله (من أبرز الناشطين في سوريا) ضمن قائمة مكونة من 22 مرشحاً من 19 جنسية، من بينهم ناشطون قابعون في السجون ومنهم من يتعرض إلى ملاحقات قضائية وتهديدات.
وعن أهمية ترشحه لهذه الجائزة وانعكاسها لصالح الشعب السوري يقول الناشط هادي العبد الله في حوار خاص لـ (أخبار الآن): "لم أفكر يوماً طيلة عملي في مجال الإعلام بالحصول على جائزة، بل كان هدفي هو إيصال صوت الناس ومعاناتهم في ظل الحرب الإعلامية والتعتيم الذي مارسه النظام حول ما يحدث في سوريا من ظلم وجرائم بحق الإنسانية رغم كل المخاطر التي تعرضنا لها وما فقدناهم من إعلاميين، بل كنت وما زلت أعمل دون التفكير بأية جائزة، ولكن ما حدث أن القائمين على جائزة حرية الصحافة اتصلوا بي وأخبروني بأنني أحد المرشحين للجائزة وقد أسعدني ذلك.
ويردف العبدلله ابن مدينة القصير بمحافظة حمص تولد 1987: ".. فسواء حصلت عليها أم لا، فإنني أعتبر أن صوتي سيكون أكثر انتشاراً في العالم لصالح ثورة الشعب السوري، خصوصاً حينما نتوجه إلى الجمهور الغربي الذي بات معظمه محاصراً بحملات إعلامية توحي له بأن ما يجري في سوريا هو حرب على الإرهاب، بينما في حقيقة الأمر هو اضطهاد ممنهج لشعب مظلوم طالب بالحرية، وبكل الأحوال إن نلت هذه الجائزة فهي لن تكون لي وحدي، فأنا أعتبرها جائزة يستحقها رفاقي خالد وطراد ووسيم وغيرهم كثر دفعوا أرواحهم ثمناً لنقل الحقيقة".
وحول مدى تأثير العمل الصحفي والإعلامي في الرأي العام العالمي في ظل ضعف أو انعدام الإرادات السياسية الدولية لحل الأزمة في سوريا، يقول: "لم نفكر يوماً أن نخاطب الحكومات فلو كان عملنا الإعلامي يستدعي ذلك لكنا تركنا العمل منذ سنوات لأن السياسات الدولية بشكل عام تتجاهل جرائم النظام، لذلك نحن نخاطب الشعوب العربية والغربية وننقل لهم معاناة السوريين ورسالة صحيحة عن قضيتنا العادلة".
تتعبر سوريا من أكثر المناطق في العالم خطورة على حياة الصحفيين والإعلاميين بحسب تصنيفات دولية، وحول ما يمكن أن يقدمه العبدلله من نصائح للناشطين بهذا الصدد يقول: "من الصعوبة أن أجيب عن هذا السؤال لأنه لم يعد هناك مكان آمن في سورية والناشط الإعلامي والصحفي أصبح مستهدفاً من قبل النظام والميليشيات الإيرانية وكذلك من قبل الجماعات المتطرفة الأخرى وبعض المجموعات المسلحة التي باتت عدواً خفياً للصحفيين، لذلك فإن الناشطين الذين يقبلون بهذا التحدي المهني الصعب والخطر ويحملون أرواحهم على أكفهم لا يحتاجون إلى نصائح فالأمر بالنسبة لهم هي قضية حياة أو موت"، وكل ما يمكن ما يمكن أن يقوله العبد الله لهؤلاء الإعلاميين والصحفيين والمراسلين "أن المعركة الإعلامية لا تقل أهمية عن المعركة السياسية والعسكرية والتأثير عليها أيضاً، فالصحفي الذي ينقل حقيقة ما يجري قادر في لحظة ما على أن يوقف القصف الإجرامي للنظام وداعميه، وخير مثال على ذلك تجربة حلب منذ فترة، حيث تمكن الإعلام الداعم للثورة أن يحرك الرأي العام العالمي ويوقف قتل المدنيين ولو بشكل جزئي، كما يمكنني القول إن نقل الواقع على حقيقته بكل صدق ودون أي مبالغات هو الضامن لنزاهة الصحفي لأن قضيتنا عادلة ولا تحتاج إلى أي انحياز أو تزييف للحقائق".
عمل العبد الله في المجال الإعلامي لما يزيد عن خمس سنوات ونصف من عمر الثورة السورية وقام بتغطية أحداث جسام في كثير من المناطق السورية، فيتحدث عمّا تعلمه من تلك التجربة: " في الحقيقة لم أتخيل يوماً أنني سأمارس العمل الإعلامي الذي فرض علي، فأنا خريج كلية التمريض وتم تعييني مدرسًا في كلية التمريض بمدينة حماة قبل نحو شهرين من انطلاق الثورة السورية، قبل أن أنخرط في المظاهرات السلمية التي طالبت بالحرية وقمت بإسعاف الجرحى، لأجد نفسي مدركاً لأهمية النشاط الإعلامي ونلت بطاقة الصحافة الدولية من منظمة مراسلون بلا حدود، وما تعلمته من تلك التجربة ربما لن أتعلمه في أي أكاديمية، فكثير من الرفاق والأصدقاء دفعوا أرواحهم ثمناً لنقل الحقيقة، فلكلمة الحق تحتاج إلى تضحية، وقد ندفع أرواحنا في أية لحظة ثمناً لها".
اشتهر هادي العبد الله بمواكبته لأخبار مدينته حمص الثائرة عام 2011 والعمل على نقل أحداث الثورة متحدّثاً بصوته لأبرز القنوات الإخبارية العالمية، ويعمل كإعلامي مستقل دون الارتباط بأي جهة سياسة أو دينية، وقام بتوثيق العديد من المجازر التي قام بها جيش النظام، كما رافق الثوار منذ بداية العمل المسلح في حمص مصوراً أهم المعارك والاشتباكات، وشهد معارك حي باباعمرو والقصير ومعارك جبال القلمون وانتقل إلى محافظة إدلب وشهد تحريرها مع جيش الفتح، وقام بتغطية أهم صفقات تبادل الأسرى مع النظام ومنها (صفقة الراهبات) .ونجا من محاولة اغتيال استهدفته في حي الشعار بمدينة حلب في حزيران الماضي وأصيب على إثرها بجروح بالغة، فيما قُتل زميله المصور خالد العيسى، ما أثار تعاطف عشرات الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي.
اقرأ ايضا:
هذا ما كشفته الصحفية الروسية عن خفايا حوارها مع الأسد
حملة مقاتل لا قاتل اسمتدت أفكارها من الإتفاقيات والقوانين الدولية