أخبار الآن | حاس – ريف إدلب – سوريا (علي ناصر)
ارتكب الطيران الحربي الروسي الأربعاء مجزرة قتل وجرح فيها العشرات من الأطفال، عندما استهدف تجمعاً للمدارس في بلدة حاس بريف إدلب .. أخبار الآن التقت بعضا من اهالي البلدة والذين شهدوا على بشاعة المجزرة..
لم يمضِ كثيرٌ من الوقتِ على بدءِ الأطفالِ يومًا مدرسيًا جديدًا، حتى دقَ ناقوسُ الموتِ سريعًا في سماءِ بلدةِ حاس ليُعلِنَ القاتلُ بَدْءَ هجماتِهِ بإلقاءِ أولى قنابِلِهِ على تجمعِ المدارسِ في البلدةِ الواقعةِ جنوبَ إدلب.
مجزرةٌ مؤلمةٌ بتفاصيلِها، راحَ ضَحيتَها ثلاثونَ طفلاً من سفراءِ الحريةِ وبراعمِ الدراسة.
ياسر الرمضان وهو احد الشواهد على المجزرة يقول : هنا كان الطلاب في امان في باحة المدرسة ، ثم فجأة جاءت الطائرة والقت اول صاروخ على تجمع المدارس ، مما ادى الى هروب الاهالي واصبحت اشلاء الضحايا تتناثر في الشوارع ، ثم بعد ان هرع الاهالي لاسعاف الضحايا قامت الطائرة بالقاء العديد من القنابل الاخرى على مكان تجمع الاهالي ، مما ادى الى ارتفاع كبير في عدد الضحايا الذين ملأت اشلاؤهم جنبات المدارس ، وادى ذلك الى غياب الوعي عند الكثيرين من هول الصدمة.
لم يرتجفِ القاتلُ مطلقًا بعدَما صَمَّ أُذُنَيهِ عن صراخِ عشراتِ الاطفالِ الذينَ لا يعرفونَ لماذا يقتلونْ، بل عادَ وألقى ستَ قنابلَ أخرى ليوديْ بحياةِ العشراتِ بين قتيلٍ وجريح. معاذ وهو طفلٌ لم يبلغِ الثالثةَ عَشْرَةَ من العمر يحكي لنا ما كانَ شاهدًا عليهِ بالأمس.
يضيف معاذ وهو طالب في احد المدارس التي تعرضت للقصف :
حين تم قصف المدرسة لاول مرة هرعت مسرعا لاطمئن على اخي الصغير في مدرسة مجاورة وحين قصفت المدرسة للمرة الثانية امسكت باخي الصغير ومنعونا من الخروج حتى تنتهي الغارة ، كنت خائفا جدا ولم استطع ان ابقى حتى يتوقف القصف فخرجت مع اخي مسرعين باتجها منزلنا وهنا رأيت يد احد الاطفال التي انفصلت عن جسده وهي تمسك بحقيبة مدرسية ، هنا اصابني الخوف والهلع الشديد ولم اعد قادرا على الحراك ابدا.
يصعبُ على المرءِ تصديقُ ما جرى أمامَهُ من هولِ الدمارِ والاجرام، ولسانُ حالِ الاهالي يقول .. تُرى هل أمهَلَ القدرُ أطفالي لحظةً واحدةً أُودعُهُم قبلَ الوداعِ الأخير .. فهُنا في بلدةِ حاس لم تَعُدِ المدارسُ صرحًا من صروح ِالعلمْ بل أصبحتْ أشبَهَ بمقبرةٍ تُروى فيها حكاياتُ الرعب ِ والموتِ الذي لن يُنسى.
يضيف ايضا الدكتور فراس الجندي وهو وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة:
المدرسة وصوت الطائرة اصبح مصدرا للرعب والخوف لدى الاطفال ولن تغرب عن مخيلته في الليل او في النهار ، مما سيؤثر على شخصيته وسلوكياته الاجتماعية وحياته مستقبلا ..
روايةُ نظامِ الأسدِ الرسمِيَةُ كالعادةْ تحدثتْ عن استهدافِ تجمعاتٍ للارهابيينَ في بلدةِ حاس، ولكن حكايةَ رُعْبِ الاطفال، سينقُلُها من تَبَقْى منهُم على قيدِ الحياةِ ليحكوا عن رُعبِ الطفولةِ في عيونِ القتلة.
إقرأ أيضاً