أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (غرفة الأخبار)
بات من الواضح أن محاولات جبهة النصرة إعادة تسويق نفسها لن يوقف انحدار التنظيم أو يمنع سقوطه .
فالتطورات على ارض الواقع تظهر أن جبهة النصرة أو جبهة فتح الشام عاجزة عن لجم تراجعها، لا بل بالعكس فإنها تتكبد المزيد من الدماء .
أحد أكبر هذه الخسائر كان نائب زعيم فتح الشام ابو فرج المصري في غارة لقوات التحالف قبل أيام .
لماذا هذه الخسارة تمثل تطوراً هامة بالنسبة للنصرة؟
أبو فرج المصري المعروف أيضا باسم احمد سلامة كان اكثر من نائب لزعيم التنظيم. هو اكثر المقربين لزعيم جبهة النصرة ابو محمد الجولاني الذي كان يعول عليه كثيرا في مسائل التوجيه وقيادة المجموعة .
وإزاحة أبو فرج المصري من الصورة يحرم الجولاني من دعم رئيسي .
بمقتل ابو فرج يترقب المعنيون على الارض عن كثب معاني هذه الخسارة ومدلولاتها والتخبط الذي أصاب النصرة وصفوفها، حتى ان بعض مقاتلي جبهة النصرة قد يذهبون بعيدا في طرح علامات استفهام حول مدى شرعية قرارات الجولاني بعد اليوم.
ففي وقت تسعى فيه جبهة النصرة الى اعادة تسويق نفسها بقالب جديد ، يأتي مقتل ابو فرج المصري ليصيب هيبة التنظيم ومناعته في الصميم. ويتضح ان النصرة غير قادرة حتى على حماية حتى كبار قادتها. ففي سوريا قادة الإرهاب ليسوا بمأمن حتى لو كانوا في الظاهر يدعون انهم غير ارهابيين .
هذا عدا عما نقل عن مصادر من داخل مناطق النصرة عن انطباع ابو فرج بالهوية الاجنبية واعتماده بشكل اساسي على جذوره المصرية وبالتالي لم يكن يكترث كثيرا الى المقاتلين السوريين ولم يكن مستعدا للقتال من اجل حماية الأفراد السوريين .
لهذا السبب فان ازاحة ابو فرج المصري من الصورة سيؤثر اولا بالمقاتلين الاجانب، فهم يفقدون بخسارته داعماً اساسيا في التنظيم. وفي ظل المشاكل الاخرى التي تواجهه، يبدو أن النصرة ليس لديها الرغبة أن تتناول أو تعالج مشاكل مقاتليها الأجانب. أما على الجانب الأخر، فسوف يتوقع مقاتلو جبهة النصرة الأجانب المزيد من الإهمال والهجر.
ولكن ربما الخاسر الأكبر هنا هي القاعدة نفسها إجمالاً. بينما تستمر القاعدة بالانحدار والتراجع، فإن مقتل أبو فرج المصري في فرعها السوري يشكل معلماً جديداً في طريق التنظيم نحو الإنهيار. تنظر القاعدة إلى مستقبل مظلم قادم، حيث ستخسر المزيد من الأراضي في سوريا، إضافة إلى خسارة الدعم الذي تحصل عليه من فروعها في جميع أنحاء العالم، مما سيؤدي حتماً إلى خسارة أهميتها في النهاية.
إقرأ ايضاً: