أخبار الآن | الموصل – العراق (حصري وسام يوسف)
دخلت أخبار الآن ناحية النمرود الواقعة ضمن المحور الجنوبي الشرقي من مدينة الموصل بعد تحرير منطقة الاثار فيها, ورصدت الجريمة البشعة التي إرتكبها داعش, جريمة أرتـُكبت ليست بحق العراقيين فحسب إنما بحق البشرية بأكملها, فلم تقتصر جرائمُ داعش على الإنسان فقط بل على حضارات الأمم وتراثها, فبالنسبة إليه هي مجردٌ حجارة, لكن بالنسبة للعراقيين والعالم هي حضارة لاتقدر بثمن .
لا عجب منكم يوم دمرتم إرثنا المأثور .. فقد سرقتم من قبلُ أضلعَه وكسرتم المحظور.
تلك القنابل والمطارقُ لن تذلنا أبداً .. فإليكم منا صبراً ومرصاداً مهما الزمانُ علينا يجور.
من هنا وبمحاذاة نهر الزاب المتفرع من دجلة في مدينة النمرود الأثرية العراقية الواقعة جنوب شرقي الموصل , شهدنا إجراماً جديداً أقدم على إرتكابه داعش ليصدم به المرءَ أياً كانت قوةُ صبره ومدى تحمل وجدانه , فما أن تقع الأعينُ على تمثال الثور المجنح المدمر بسبب عبوات تفجيرية مقيتة حتى يجهش الضميرُ الإنسانيُ باكياً على حضارة تعود لأكثر من ستة آلاف عام قبل الميلاد هي أمُ البشرية.
وبرغم أن هذه الأحجار لن تسموا فوق قيمة الإنسان إلا أنها آثارٌ تعني للعراقيين الكثير لا بل للعالم بأسره, فداعش الذي لم يسلم منه حتى الحجر , عبثت أياديه الشائنة مرةً أخرى بأرث عالمي إستقت منه البشرية و بـَنت , و لم يتوقف إجرامُ داعش عند هذا الحد بل سرق قطعاً أثرية لا تـُقدر بأي ثمن و هربها الى وجهات من المعمورة تناثرت في أطرافها أضلعُ مهد الحضارات.
ما إن تمكنت القوات العراقية من تحرير عدد من القرى التابعة لناحية النمرود جنوبي الموصل لتكون على بعد كيلومترين من قرية السلامية المحاذية لمدينة النمرود الأثرية حتى وقعت كاميرا "أخبار الآن" على آثار تفجيرات داعش في جريمة بشعة أثارت ردود فعل الرأي العام الدولي , كان ذلك خلال مرافقتنا وحدات الهندسة العسكرية التي طهرت المنطقة من العبوات التي زرعها داعش في هذا المكان الأثري.
مدينة النمرود الأثرية التي يعود تأريخُها الى أكثر من ستة آلاف عام قبل الميلاد تضم قصور ملوك تعاقبوا على حكم الامبراطورية الآشورية الحديثة كان آخرهم آشور ناصربال قبل أن يأتي حكم الكلدانيين ومن ثم الميديين إضافة الى الثور المجنح الذي كان يرمز الى قوة هذه الحضارة , هذا الرمز بات اليوم كومة حجارة على يد داعش الذي لم يكتف بذلك بل دمر كتابات مسمارية نادرة والكثير من الأقواس والألواح الطينية الى جانب قيامه بحفر أنفاق تحت تل أثري ليوغل بالتخريب غير آبه لماضي أمة عريقة.
اكوام الخراب هو ما أبقاه داعش قبل أن ينسحب هارباً على وقع تقدم الجيش العراقي , تدمير التنظيم الارهابي لهذه المنطقة التي تروي تأريخ أرض وشعب محاولة يائسة لإخفاء تاريخ لا ينتمي ولا يحمل عراقته , ممارسا أبشع أنواع التدمير الممنهج القائم على أساس السرقة والمتاجرة بخيرات العراقيين وميراثهم.
إقرأ أيضاً
داعش دمّر عجائب "نمرود" وكنوز العراق التاريخية
أخبار الآن تكشف وثائق تؤكد عدم ثقة قادة داعش بمقاتليهم في الموصل