أخبار الآن | طرابلس – لبنان
أبلغت السلطات اللبنانية أهالي "مخيم الريحانية" والذي يقدر عددهم حوالي 1500 لاجئ سوري بضرورة تسليم المخيم والخروج منه خلال عشرة أيام كحد أقصى، ويقع المخيم في منطقة "عكار" التابعة لمدينة طرابلس اللبنانية. وفي الوقت الذي لم توضح فيه السلطات اللبنانية سبب طلبها هذا، فإن مئات العائلات القاطنة في المخيم معرضة لكارثة إنسانية وهي لا تعرف حتى هذه اللحظة وجهتها المقبلة.
وما يزيد الامر سوءاً هو اقتراب فصل الشتاء، حيث أن هذا القرار هو بمثابة تشريد منظم لهم، فالتوزع على مخيمات أخرى أمر شبه مستحيل نتيجة عدم وجود أماكن تتسع لهم، والانتقال نحو مناطق أخرى غير منطقة عكار أيضا يعتبر أمراً صعبا للغاية، دون نسيان أن أغلب أطفال المخيم يدرسون في مدارس تابعة للحكومة اللبنانية حيث يصعب عليهم الانتقال إلى مدارس أخرى مما سوف يحرم الكثير منهم فرصة متابعة تعليمهم.
"أم محمد" لاجئة من المخيم تقول لأخبار الآن: "نحن هنا منذ ثلاث سنوات ولم يقم أي أحد منا بارتكاب أخطاء بحق الدولة اللبنانية والغالبية هنا من الشيوخ والأطفال، وقد دخل الجيش اللبناني عدة مرات إلى المخيم ولم يجدوا أي شيء يخل بالأمن، نحن فعلاً نستغرب من هكذا قرار سيكون سبباً في تشردنا".
وعن وضع العائلات في المخيم يقول "أبو أيمن" لاجئ سوري: "في المخيم يوجد العديد من الأطفال الذين يعانون من مرض الثلاسيميا وبالتالي نحن بحاجة لتبديل الدم لهم كل عشرين يوم تقريباً، وخروجنا من هنا يعني تهديد حقيقي لحياتهم، فنحن نعتمد على الجمعيات الخيرية في تأمين ثمن الدم لهم".
القائمون على المخيم ناشدوا المنظمات الإنسانية في لبنان وخارجها بالتدخل لوقف القرار، متسائلين عن الأسباب التي دفعت الدولة لاتخاذ هذا القرار.
وفي "مخيم الليمونة" التابع لقضاء "بعلبك" أعلن عن إصابة 20 لاجئاً سورياً في بلدة الليمونة – بعلبك بداء "الصفيرة"، جراء تلوُّث المياه، حيث تم إرسال هيئة كشف طبية إلى المخيم وتبين وجود إصابات نتيجة تلوث المياه القريبة من المخيم.
ما يزيد الأمر سوءاً أن غالبية الإصابات هي من الأطفال، دون نسيان أن هكذا نوع من الأمراض يعتبر سريع العدوى وانتشاره قد يؤدي إلى انتقاله خارج المخيم، وهذا ماحدث فعلاً حيث أعلنت السطات اللبنانية عن إصابة مواطن لبناني نتيجة انتقال العدوى إلى القرية التي يقع فيها المخيم.