أخبار الآن | درعا – سوريا (عبد الحي الأحمد)
لم يدخر داعش الذي يحتل منطقة حوض اليرموك جهداً خلال الأشهر القليلة السابقة لإرباك الجنوب السوري من خلال شن عمليات عسكرية ضد المناطق التي تسيطر عليها فصائل الجبهة الجنوبية والقيام بعمليات اغتيال وتفجيرات في عدة مناطق خلال الأشهر الأخيرة، في الوقت الذي عمل فيه على إعادة هيكلة سريعة لقياداته عقب كل انتكاسة يتعرض لها ليُظهر قدرته التنظيمية العالية.
إلا أن كل تلك المحاولات لم تستطع أن تُغيب ما بدى جلياً داخل سراديبه وما بين جدران غرف عملياته من حالة شقاق متعاظمة ومتنامية يوماً بعد يوم.
برزت مؤخراً عمليات تصفية داخلية في منطقة احتلاله في حوض اليرموك بريف درعـا الغربي جرت بين مكونات "جيش خالد" وهو المكون الرئيس لداعش الجنوب في المنطقة.
الخلافات الداخلية لداعش بدأت فعليا مطلع شهر أبريل/ نيسان الماضي بعد تمكن الجيش الحر من حصر جميع الفصائل المنتهجة والمقربة والمبايعة لداعش في منطقة جغرافية واحدة هي حوض اليرموك بعد إعلان الحرب على حركة المثنى التي تم التأكد من بيعتها للبغدادي.
الخلافات الداخلية لداعش
منذ إعلان مجموعات "شهداء اليرموك– حركة المثنى– سرايا الجهاد– انصار الأقصى– كتيبة حمزة أسد الله" التوحد ضمن "جيش خالد بن الوليد" تحت قيادة " أبو عثمان الإدلبي"؛ عملت مجموعات من لواء شهداء اليرموك على إقصاء الأشخاص الفاعلين وأصحاب التأثير ضمن حركة المثنى حيث قتل زكريا المصري المعروف باسم "أبو عمر صواعق" وهو قيادي عسكري ومؤسس للحركة بعد قرابة أسبوع فقط من إعلان تشكيل جيش خالد، فيما هرب وانتقل عدد آخر من أمراء حركة المثنى إلى الشمال السوري من بينهم محمد مسالمة "أبو يمان شمسي" المعتقل لدى أحرار الشام في أعزاز بريف حلب الآن، و"شادي المسالمة" المسؤول المالي الذي تواردت أنباء وصوله إلى اليونان.
هذه الأمر دفع قائد حركة المثنى "ناجي المسالمة" الى التوجه بشكل مباشر نحو معقل داعش الرئيس في الرقة حيث اختفى عن الأنظار لثلاثة أشهر تقريبا، ليعود من بعدها نجم حركة المثنى للسطوع إثر عملية تفجير قام بها إنتحاري أواخر شهر سبتمبر/ أيلول الماضي جرت في الجنوب وكان المُخطط لها هو "المسالمة" قائد الحركة والمنفذ عنصر سابق فيها.
هذه العملية تبناها ما يسمى "ولاية دمشق" عبر الذراع الإعلامية لداعش "وكالة أعماق" وهي تفجير مخفر مدينة "انخل" الذي راح ضحيته 14 شخص من الفاعلين في درعا أبرزهم الوزير في الحكومة المؤقتة يعقوب العمار.
تصفية وحالات اختطاف
عقب العملية عادت الصراعات لداخل منطقة حوض اليرموك مع حالة من عدم الاستقرار حيث أن المحسوبين على لواء شهداء اليرموك بدأوا يشعرون بأنه سوف يتم إنهاء تواجدهم لصالح حركة المثنى.
ومنذ بداية شهر أكتوبر الفائت عادت الخلافات الداخلية في صفوف داعش بالظهور بشكل واسع حيث تعرض قائد جيش خالد "أبو عثمان الإدلبي" لمحاولة اغتيال لم يتبناها أي من الفصائل العسكرية المحيطة بحوض اليرموك يرجح أنها تمت عبر أشخاص في حركة المثنى.
لم تمض أيام على ذلك حتى عين داعش أميرا آخر وهو "أبو محمد المقدسي" أحد شرعيي ومؤسسي حركة المثنى في بداياتها والقادم من الرقة، مما أفسح المجال لعناصر حركة المثنى للتمدد أكثر وأكثر داخل منطقة حوض اليرموك وعلى حساب "شهداء اليرموك" الناشىء في قراها وبلداتها.
لم تمض أيام على تولي المقدسي إمارة جيش خالد ليعطي أوامر بإغلاق بلدة "جملة" وشن حملة اعتقالات واسعة طالت شخصيات ذات ثقل وتأسيسية من بينهم "أبو عبيدة قحطان" و"أبو عمر جميل" إضافة لأشخاص مقربين من القائد المؤسس لشهداء اليرموك المعروف بالخال وهم " نضال البريدي وخالد البريدي" قادة الصف الأول حاليا.
التطورات الأخيرة التي عصفت بداعش في الجنوب أظهرت مدى الشقاق الداخلي بين المجموعات ذاتها ومحاولات أمراء حركة المثنى المتكررة لبسط السيطرة بشكل كامل على حساب شهداء اليرموك ما يُظهر العلاقة الوثيقة بين الحركة والتنظيم الأم على عكس لواء شهداء اليرموك خلال السنوات السابقة والذي كان ينتهج فكر داعش دون أن يتم تبنيه رسمياً.
اقرأ ايضا:
رسائل تكشف خفايا حياة البغدادي