أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (عطاء الدباغ)
لا يزال القسم الشرقي من مدينة حلب يرزح تحت حصار خانق فرضته قوات النظام، التي ما تزال تقصف الأحياء الشرقية للمدينة في ظل غياب الحلول السياسة الدولية لإيقاف المأساة. ومع إزدياد الوضع الإنساني يبقى مصير نحو ثلاثمئة ألف مدني مجهولا، بين الموت جوعا مع شبه نفاد مخزون الطعام، أو الموت بسبب نقص الدواء، أو تحت القصف بالصواريخ والبراميل المتفجرة، الأمر الذي دفع ببعض العائلات مكرهين إلى النزوح عن منازلهم.
يزداد المشهد تعقيدا في مدينة حلب شمال سوريا، مع غارات نظام الأسد وحليفه الروسي التي لا تبقي ولا تذر، تركزت على احياءها الشرقية المحاصرة، وسط محاولات سياسية دولية لم تجدي حتى الآن في وقف القصف أو إدخال جزء يسير من المساعدات.
ذروة هذه الوحشية تركزت في اليومين الماضيين، حيث زفت المدينة أكثر من خمسين شهيدا من أبنائها، جراء القصف على حيي الشعار وكرم الميسر، وفق مصادر طبية. وتحت وابل القصف المستمر، يعجز الدفاع المدني عن انتشال الضحايا من تحت الأنقاض. وفي احياء أخرى، أثيرت الشكوك بشأن استخدام محتمل لأسلحة كيمياوية، بعدما رصدت حالات اختناق في صفوف المدنيين.
الحديث عن المآسي يطول ويطول في هذا الشطر المحاصر من حلب، حيث مصير 275 ألف مدني لا يزال مجهولا، بين الموت جوعا بعدما أوشك مخزون الطعام على النفاد، أو الموت متأثرا بجراحه لنفاد الدواء، ولم يبقي لهم سوى خيار النزوح، وهو ما اختاره قرابة عشرين ألف مدني مكرهين، فتوجه بعضهم إلى حي الشيخ مقصود ذي الغالبية الكردية، وتوجه الآخر نحو مناطق سيطرة النظام، إلا أن ذلك لم ينجيهم، فاعتقلت قوات النظام من تجاوزت أعمارهم الـ 18 سنة، بحسب ماكشفت مصادر في المعارضة.
هذا الوضع الإنساني المروع الذي يعجز المجتمع الدولي عن التحرك لأجله، بحسب ماوصفه رئيس العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفن أوبراين، دفع الأمم المتحدة إلى توجيه نداء عاجل إلى أطراف النزاع، تدعوهم فيه إلى إيقاف القصف، والسماح بعبور مساعدات إنسانية إلى هذا الجزء المحاصر، الذي لم يتلقاها منذ أوائل يوليو الماضي.
وفي إطار الجهود الدولية، دعت مرة أخرى إلى اجتماع عاجل لبحث الوضع في حلب، ووقف الأعمال القتالية، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون قيود.
وفي ظل تطور المشهدين الإنساني والسياسي، يغرد المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي مستورا بعيدا، ويدعو العمل على إيجاد حكومة تشمل الجميع في سوريا، بغض النظر عن الحسم العسكري !! أي حكومة بنظر الخبراء والساسة، تشكل على أطلال الدمار في حلب، ونزوح جديد في حي الوعر بحمص؟