أخبار الآن | عرسال – لبنان (خاص)
أغرقت مياه الأمطار التي هطلت خلال اليومين الماضين خيم اللاجئين السورين في بلدة عرسال اللبنانية وأدت إلى هلع بين اللاجئين، حيث اضطر كثيرون إلى مغادرة خيامهم نتيجة تسرب المياه إليها.
وقد أطلق ناشطون سوريون صرخات استغاثة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لإنقاذ الوضع نتيجة شدة الرياح وغزارة الأمطار التي تسببت بتشرد سكان المخيمات والسيول التي دخلت خيمهم والرياح التي أدت لاقتلاع أغلبها، إضافة إلى عدم توفر الدعم من المنظمات الإغاثية والإنسانية. وهناك حاليا أكثر من مئة ألف لاجئ بحاجة للدعم الفوري والمباشر لترميم الخيم وحفر المجاري لإبعاد المياه عن خيمهم ومادة المازوت لتدفئتهم .
وعن سوء الأوضاع يقول الناشط "فادي سوني" الذي يقيم في مخيمات عرسال: "في عصر يوم الأربعاء الواقع في 2016/11/30 اجتاحت لبنان وبالأخص منطقة البقاع عرسال رياح عاتية وأمطار غزيرة حيث اشتدت شيئا فشيئا، ولطبيعة البلدة الجبلية والتي تفتقد المصارف الصحية تسببت بأضرار جسيمة في مخيمات اللاجئين السوريين وباستمرارها ليومنا هذا أصبحت معظم الخيم غير صالحة للسكن بسبب السيول التي اجتاحت خيمهم".
وبلقائنا "أبو عمار" الذي يقيم في خيمة من الخشب والشوادر، أفاد لنا بأنه بينما كان يجلس في خيمته التي لا تتجاوز مساحتها خمسة أمتار مكعبة والمغطاة بشادر من النايلون؛ تفاجئ مع أطفاله الخمسة بالمياه التي دخلت إليهم من جميع زواياها: "اعتدنا على تسريب للمياه من سقف الخيمة لكن اليوم وبسبب غزارة المياه وشدة الرياح دخلت علينا المياه كالسيول ولم نستطع فعل أي شيئ سوى تركنا للخيمة حوالي الساعة الثالثة ليلة الاربعاء مع أطفالي ليتم نقلنا بباص صغير لأحد بيوت أقاربي".
وبحديثنا مع "أبو خالد" الذي يقيم في أحد المخيمات، أفاد بأن المياه ابتلعت خيمته بما فيها من أساس، وقال بأن ما يؤلمه هو سماعه صراخ الأطفال وبكاءهم عندما راح يساعد بنقل قانطي الخيم ليلا بسيارته الصغيرة لأماكن آمنة. وتابع القول بأنهم بأمسّ الحاجة لتدخل منظمات إغاثية وإنسانية لإنقاذهم بأسرع وقت لترميم الخيم ووقود يدفئهم مع أطفالهم.
وقد أطلق نشاطون هاشتاغ #قبل_الموت_بردا، ولكن للأسف حتى الآن لم يستجب لهم أحد. وباستمرار العاصفة في عرسال صدر عن إدارة أغلب المدارس السورية في عرسال إعلان يوم السبت عطلة لجميع الطلاب بسبب العواصف.
وتعاني مخيمات عرسال من إهمال نتيجة الوضع السياسي والأمني المفروض عليها من قبل الحكومة اللبنانية بعد الاجتياح الأخير الذي تعرضت له البلدة من قبل داعش وأدى إلى خطف العديد من الجنود منهم من ما زال مجهول المصير حتى اليوم، وقد أثر هذا الاجتياح سلبا على وضع اللاجئين حتى الآن، ورغم فتح باب المساعدات للبلدة في الآونة الأخيرة إلا أنه ذلك لم يكن كافياً لتغطية احتياجات آلاف النازحين وخصوصاً الأطفال.
اقرأ ايضا: