عبدالرحمن موسى
أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (منى عواد)
طالبت الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية، المجتمع الدولي بالعمل الفوري لإيقاف المجازر التي تتعرض لها حلب ومناطق أخرى في سوريا، وذلك بالتزامن مع دعوات إقليمية للجمعية العامة للأمم المتحدة بالتحرك بعد عجز مجلس الأمن عن إنقاذ المدنيين بحلب.
خلَصَ ستافان دي مستورا المبعوثُ الأمميُّ إلى سورية إلى أن شرقَ حلبَ قد يسقطُ في يد النظامِ بنهاية السنة، مع أنه أعرب عن أمنيتهِ أن بتجنبَ "معركةً مروعةً"، بحسَب وصفِه.
تصريحاتُ ستافان جاءت في حين كشف سيرغي لافروف وزيرُ الخارجية الروسي عن محادثات روسيةٍ أمريكيةٍ لضمان خروجِ كلِّ المعارضين من دون استثناءٍ من شرق حلب، وهو ما عدَّتهُ المعارضةُ تراجعًا عما توصلت إليه في محادثاتها مع الروس برعاية تركية.
وكانتِ المفاوضاتُ غيرُ المباشرةِ التي جمعتِ المعارضةَ وروسيا في أنقرة قد تركزتْ على أربع نقاطٍ إلا أن تصريحاتِ يبرغي ألغتْ كلَّ شيء وأوصلتْ محادثاتِ أنقرةَ إلى طريق مسدود، لكنَّ سقوطَ ستةِ أعشارٍ من أحياءِ حلبَ الشرقية بيد قواتِ النظام والوضعَ الإنسانيَّ الكارثيَّ لقرابةِ مئتي ألفٍ شخصٍ محاصرين، من العواملِ التي قد تدفعُ مقاتلي الفصائلِ إلى الموافقة على الخروجِ من حلبَ وفقَ محللينَ، بالرَّغم من تأكيدات قادةِ المعارضة المسلحة في شرق حلبَ أنهم لن يغادروا المدينة.
إلا أن خروجَ المعارضةِ من حلبَ وإن أدى إلى سقوط المدينة بيد قواتِ النظام لن ينهيَ الحربَ في سوريةَ كما قالت فيدريكا موغيريني مسؤولةُ السياسةِ الخارجيةِ في الاتحاد الأوروبي.
السعوديةُ والإماراتُ وقطر وتركيا، أصدرت بيانًا مشتركًا دعت فيه إلى عقد جلسةٍ طارئةٍ للجمعية العامةِ للأمم المتحدة في شأن سورية، كما أكد البيانُ المشتركُ أن على الجمعيةِ العامةِ أن تضطلعَ بمسؤولياتها المتعلقةِ بحفظ السلم والأمنِ الدَّوليين، لا سيما في وقت أصبح فيه مجلسُ الأمنِ عاجزًا عن فعل ذلك بسبب غياب الإجماع.
كما أشار البيانُ إلى تدهور الوضعِ الإنساني في حلبَ بعدما باتتِ المستشفياتُ عاجزةً عن علاجِ أولئك الذين نجَوا من الموت، واستنكر بيانُ الدولِ الأربعِ تعاملَ المجتمعِ الدَّوليِ مع الأزمة السورية كما لو كان الأمرُ اعتياديًا، موضحًا أن هذه الظروفَ المروعةَ تؤكدُ أن الدعوةَ إلى عقد دورةٍ استثنائيةٍ طارئةٍ للجمعية العامة لها ما يبررُها.
د.ناصر القرعاوي: رئيس المركز السعودي للدراسات والبحوث الاستراتيجية
إقرأ أيضاً: