أخبار الآن | حماة – سوريا (مصطفى الخلف)
يعتمد سكان سهل الغاب بريف حماة الشمالي، على تربية الأسماك كمصدر اساسي للعيش وكسب الرزق، إلا ان الأحداث التي تشهدها المنطقة كان لها تأثيرها على حياة المزارعين، فغادر بعضهم وكانت النتيجة تقلص الإنتاج بعد ما كان يزود الأسواق الرئيسية في دمشق وحلب غيرهما.
لا تزال زراعة الأسماك توفر فرص عمل للكثير من سكان سهل الغاب بريف حماه، بالرغم من تزايد المعوقات و التحديات، أبو سالم أحد سكان المنطقة، يملك مزرعة لتربية السمك، يقول إنه ورث المهنة عن أبيه وجده منذ أكثر من ثلاثين عاماً، و يؤكد أنها مصدر دخله الوحيد الذي يعيل به أسرته.
ابو سالم صاحب مزرعة الأسماك: تقصف الأحواض بالقذائف ويسبب ذلك موت العديد من الاسماك، منذ فترة قصيرة قصف الحوض وتسبب ذلك بخسارة كبيرة جدا، وهذه المهنة لانستطيع التخلي عنها لأنها مصدر دخلنا الوحيد.
يتوفر في منطقة سهل الغاب بمحافظة حماه وسط سوريا، المناخ الملائم لتربية الاسماك، فاستخراج المياه العذبة سهل و لا يكلف أصحاب المزارع كثيرا من المال والجهد، و لكن الصعوبات التي تواجههم صارت كثيرة جداً في الظروف التي تعيشها المنطقة، و لعل أبرزها غلاء أسعار الأعلاف والمحروقات، فضلا عن صعوبة تسويق الإنتاج عبر الطرق المؤدية إلى باقي المحافظات، كدمشق وحلب واللتان تعتبران المستهلك الأكبر للأسماك، التاجر عمر رشيد: يوجد على الطرقات أكثر من حاجز لقوات النظام، وكل منهم يريد مالا لذلك لم نعد نوفر المال الذي نعيل به أسرتنا ولكننا لن نتخلى عن مصلحتنا.
بعد أن كان سهل الغاب يحتل المرتبة الثانية في سوريا بنسبة أربعين بالمئة و بكمية تقدر بأكثر من سبعة آلاف طن، إلا أن الحرب أثرت سلبا على الإنتاج وجعلته ضعيفا، لكنه على الرغم من ذلك يوفر دخلا وفرصة عمل لسكان المنطقة، الأمر الذي دفعهم كما يقولون للالتصاق بأرضهم دون أن يضطروا إلى الهجرة والعيش في الغربة.
تعتبرُ تربية ُ الأسماكِ مصدرَ رزق ٍ لعشراتِ العائلاتِ في سهل الغاب، و هي ترتبطُ بتقاليدَ وأسلوب ِ عيشٍ يقولُ السكانُ إِنهم وَرِثوهُا عن آبائِهم و أجدادهِم، لذلك فهم مستمرون بالعنايةِ بالأسماك مهما اشتدت الظروف أو تغيرت.
اقرأ أيضا:
مقتل الأمير الأمني لداعش في حماة بغارة لطائرات التحالف الدولي