أخبار الآن | الموصل – العراق حصري (حسام الأحبابي)
كشف ضباط في جهاز الأمن الوطني العراقي "لأخبار الآن" عن أعداد المسلحين الأجانب في تنظيم داعش الذين هربوا من الموصل قبيل إنطلاق عمليات تحرير المدينة من إحتلال التنظيم وبعدها. الضباط أوضحوا أيضاً خارطة الطرق التي يتخذها مسلحو داعش الأجانب للهروب بـإتجاه سوريا و مناطق أخرى وجنسياتهم
قبل شهر من إنطلاق عمليات تحرير الموصل, أخذ الآلافُ من المسلحين الأجانب لدى داعش يغادرون الى سوريا و جهاتٍ أخرى , الأمر الذي خلق خلافات حادة بين قادة الخط الأول لداعش وإعتراض عدد منهم على تجاهل زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي لموجة الهروب هذه , وهو ما تسبب بإنشقاق خمسة قادة وإنتقالهم الى مدينة الرقة , أبرزهم المكنى "أبو بلال التونسي" و القيادي الآخر الملقب "أبو أنس السوري" , في حين أشارت تقارير الى أن الخساراتِ المتواليةَ لداعش خلال معارك الموصل تسببت بهروب مسلحيه.
ضباط في جهاز الأمن الوطني العراقي كشفوا "لأخبار الآن" عن خطوط الطرق التي يسلكها مسلحو داعش الأجانب للهروب من الموصل الى الرقة هم وعائلاتـُهم , و قدروا أعدادَهم بأكثر من خمسةِ آلاف مسلح هارب.
لكن الضباط العراقيين أكدوا أيضا أن أعدادَ مسلحي داعش الفارين مع عائلاتهم من الموصل إنخفضت الى الربع تقريباً أي بنحو ألفٍ و خمسمئة مسلح كل ثلاثين يوماً بينهم مسلحون محليون , وبهذا الشأن تحدث الى "أخبار الآن" حروَش الشمري و هو ضابط برتبة رائد في جهاز الأمن الوطني العراقي في الموصل عن أعداد الهاربين وجنسياتهم.
القوات العراقية المشتركة قطعت أخيراً الطرق الصحراوية بين قضاء تلعفر و المناطق التي مازالت تحت إحتلال داعش وتتبع قضاء سنجار غربي العراق , حيث كان مسلحو داعش يسلكون هذا الطريق للوصول الى مواقع التنظيم المحيطة بسنجار ومنها الى مسالك أخرى في صحراء الحسكة المجاورة أو من جزيرة الموصل الى حدود سوريا ثم الى الرقة.
لنستمع الى الرائد حروش الشمري وتوضيحه لهذه الطرق.
وبعد محاصرة الموصل فإن هروب مسلحي داعش إقتصر على الموجودين في مناطق غرب صحراء الجزيرة الممتدة الى الأنبار , أبرزها قضاءُ البعاج وجزيرةُ البادية ومنها الى مناطق إحتلال داعش في سوريا وهي "الصور , دير الزور والرقة" بينما يفضل بعضُهم التوجه الى منطقة الميادين الخاضعة أيضا لإحتلال داعش وأغلب هؤلاء سوريون.
الرئد حروش الشمري تحدث أيضا عن هذه المسالك وكيفية إستخدامها من قبل مسلحي داعش الهاربين.
بناء على المعلومات الواردة إلينا فإن أعداداً قليلة من مسلحي داعش إنتقلوا عبر الطرق الصحراوية بـإتجاه شمال تلعفر , لكن هذه الأعداد تناقصت مع تحرير المزيد من المناطق غرب الموصل وشمال غربها , إذ لم تبق أمامهم سوى طرقْ صحراوية يتخذ منها بعضُ مسلحي داعش مسالك يقطعونها سيراً على الأقدام.
و وفق معلومات ضباط جهاز الأمن الوطني العراقي التي أفادوا بها "لأخبار الآن" فإن مناطق غرب الموصل وقبل تحريرها من قبل القوات العراقية شهدت هروب أكثر من ألفٍ و ثلاثِ مئة مسلح أجنبي لدى داعش عبر طرق صحراوية مؤدية الى الرقة ومن هناك عاد بعضُهم الى البلدان التي قدموا منها.
وكان المئاتُ من المسلحين الأجانب إنتقلوا مع عائلاتهم الى الرقة عبر طرق صحراوية إنطلاقا من ناحية الشورة جنوبي الموصل بإتجاه منطقة المحلبية غربي المدينة قبل تحرير هاتين المنطقتين من قبل القوات العراقية.
في هذه الأثناء ذكرت مصادرٌ أمنية و محلية متطابقة في نينوى أن مجلس شورى داعش في الموصل أمر مسلحيه المهاجرين وقادتـَه الأجانب من الخط الأول بالعودة إلى بلدانهم المجاورة و بعض دول أفريقيا وإعلان ولايات سرية هناك تمهيداً لشن هجمات , و هو ما أكده أيضاً الرائد في جهاز الأمن الوطني العراقي حروش الشمري "لأخبار الآن".
هذا و تضمنت معلومات جهاز الأمن الوطني العراقي في الموصل تحذيراتٍ من أن بعضَ المنشقين والهاربين من داعش قد يتغلغلون في مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية , حيث باتوا خلايا نائمة يمكن أن تشكل مخاطر على أمن العراق والدول المجاورة له , فضلا عن الخطر الذي يمكن أن يشكله مسلحو داعش الأجانب على أمن بلدانهم بعد عودتهم إليها.
اقرأ أيضا:
موصليون تحت احتلال داعش: نمزج الماء مع دقيق القمح لنأكل