أخبار الآن | الزبداني – سوريا ( عبد الوهاب أحمد )
لاتزال الغارات الجوية تستهدف غرب العاصمة دمشق حيث تشن الطائرات الحربية والمروحية غارات متتالية على منطقة وادي بردى غرب دمشق، وإستهدفت هذه الغارات قرية بسيمة في أكثر من 15 برميل متفجر خلال أقل من نصف ساعة ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى أحدهم بحالة صحية حرجة حسب ما ذكرت الهيئة الطبية في وادي بردى، كما تسبب القصف بدمار هائل في ممتلكات المدنيين وأجبر عدد كبير من العوائل على المغادرة الى قريتا عين الفيجة ودير مقرن.
ويقول أهالي إنها ضربة استباقية من قبل قوات نظام الأسد لإرضاخ المعارضة المسلحة والمدنيين في قرى وبلدات وادي بردى القبول بأي مبادرة قد يتم طرحها خلال الأيام القليلة القادمة، وكانت مواقع تابعة لنظام الأسد تحدثت عن نية نظام الأسد إطلاق مبادرة لإيجاد حل جذري في المنطقة مشابها للحل الذي حصل في كل من قدسيا والهامة وذلك من خلال إخلاء المنطقة من الثوار والمقاتلين وتسوية أوضاع المنشقين والمتخلفين عن خدمة العلم مقابل إعادة الخدمات الى المنطقة التي تقبع تحت حصار جزئي منذ ما يقارب التسعة أشهر.
وكانت بعض القرى في وادي بردى شهدت منذ فترة قريبة مفاوضات بين اللجنة المفوضة من الأهالي ووفد من نظام الأسد وبحثا الجانبان في هذه اللقاءات سبل إيجاد حل للمنطقة.
أبو محمد البرداوي ناشط إعلامي من بلدة بسيمة يتحدث عن هذه المفاوضات قائلا: " قدمت اللجنة المفوضة من قبل أهالي و بلدات وادي بردى مجموعة من المطالب لإيجاد حل شامل في المنطقة من أبرزها كان عودة أهالي قريتا أفرة وهريرة الى قراهم والذين كانوا قد هجروا عنها بشكل قسري منذ ما يقارب الخمسة أشهر، بالإضافة الى إخلاء سبيل جميع معتقلي ومعتقلات وادي بردى من سجون نظام الأسد مقابل السماح لورشات صيانة أنابيب المياه الدخول إلى قرية عين الفيجة لترميم أحد الخطوط المعطلة والذي يغذي بدوره عدد من الأحياء في العاصمة دمشق ".
وأكد البرداوي أن اللجنة المحلية إلتزمت بعهودها مع نظام الأسد وسهلت الدخول لورشات الصيانة بتاريخ 15/12/2016 وقدمت لها الحماية عن طريق فصائل المعارضة المسلحة الموجودة في المنطقة كما ساعدتها في صيانة الخط المعطل لتعود المياه الى مجاريها، إلا أن نظام الأسد فور إنتهاء الورشات من عملها ومغادرتها المنطقة، باغت أهالي عين الفيجة بأكثر من 5 براميل متفجرة سقطت بالقرب من الأبار المغذية لعين الفيجة وألحقت أضرار جسيمة بأحدها"
معاذ الشامي ناشط مدني من أبناء قرى و بلدات وادي بردى يقول لموقع أخبار الآن : " إن التصعيد الحاصل من قبل قوات نظام الأسد من قصف وقنص واستهداف للمدنيين بشكل يومي والتضييق عليهم ما هو إلا ورقة ضغط على المعارضة المسلحة لإجبارها على الاستسلام والقبول بكافة طلبات النظام التي سرب من بينها إخلاء عدد من المقاتلين مع عوائلهم باتجاه مدينة إدلب السورية شمالا قبل حلول العام الجديد ".
ويضيف الشامي : " بعد الإخلاء الذي سيتم في اليومين القادمين من مدينة الزبداني و بلدة مضايا للمعارضة المسلحة و الناشطين من داخلهما، سيتم التركيز بشكل كبير من قبل قوات نظام الأسد على قرى وبلدات وادي بردى لتبقى في المواجهة وحيدة تواجه مصير التهجير القسري الذي واجهته أغلب المدن في ريف دمشق الغربي "
ويقدر عدد قاطني قرى وبلدات وادي بردى بحسب إحصائية اجراها المجلس المحلي في المنطقة نهاية الشهر الماضي بأكثر من 90000 نسمة، أغلبهم من النازحين إليها من مدينة الزبداني ودوما وجوبر وقرية هريرة وغيرها من المناطق في ريف دمشق، ويرى ناشطون في تلك القرى والبلدات ان طبيعة المنطقة الجغرافية وأعداد المدنيين الضخمة قد تكون سبب من أسباب سقوط المنطقة بشكل سريع بيد نظام الأسد تفاديا لسقوط خسائر كبيرة في الارواح.