أخبار الآن | ريف دمشق – سوريا (أبو محمد اليبرودي)
تتعرض منطقة وادي بردى منذ أربعة أيام متواصلة لأعنف حملة عسكرية يشنها النظام المدعوم من قبل ميليشيا حزب الله وذلك بغية السيطرة على منابع مياه الفيجة التي تغذي دمشق بشكل رئيسي، إضافة إلى سعيها استكمال مخطط التغيير الديموغرافي للريف الدمشقي والذي شارف على الانتهاء بعد تهجير أهالي داريا والثوار من التل ومضايا والزبداني.
إلا أن ثوار وادي بردى كانت لهم كلمة أخرى بعد رفضهم لأية مفاوضات تقضي بتهجيرهم من المنطقة أو تسليم منابع المياه للنظام بهذه السهولة، ولذلك وجد النظام مقاومة شديدة لم يكن يتوقعها في منطقة الوادي أسفرت عن خسائر كبيرة في صفوفه. بالمقابل وكم هي العادة في كل المعارك يكون انتقام النظام من المدنيين بالقصف العنيف والعشوائي والذي طال أيضا مبنى نبع الفيجة وألحق أضرارا جسيمة فيه جعله شبه خارج عن العمل.
معارك وقصف
يقول الإعلامي "رضوان الباشا" لأخبار الآن: "تعيش منطقة وادي بردى هدنة بين الثوار وقوات النظام عقب آخر محاولة اقتحام للنظام منذ آذار/مارس 2012، إلا أن النظام لم تعد تعنيه الهدنة شيئا طالما أن منطقة وادي بردى بقيت الأخيرة في وجه مخططه في القلمون الغربي وخاصة أن ثوارها يتحكمون بنبع الفيجة مصدر المياه الرئيسي لدمشق، ولأجل ذلك يحاول عابثا منذ أربعة أيام التقدم بريا باتجاه منشأة عين الفيجة في وادي بردى بالإضافة لمحاولات تقدم باتجاه بلدة بسيمة وذلك كله وسط قصف مدفعي وبالبراميل بشكل كثيف لم يسبق وأن استخدمه على المنطقة".
ويضيف "الباشا" بأن عجز النظام عن السيطرة على منشأة المياه في عين الفيجة دفعه لاستهدافها بأكثر من 20 برميلا متفجرا وصواريخ من الطيران الحربي، ما جعلها تخرج عن الخدمة حاليا وتلوث جزء من المياه بسبب تسرب جزء من مازوت المولدات إلى المياه وعقب كل ذلك قام النظام باتهام الثوار بأنهم هم من قاموا بتدمير منشأة المياه وتلويث مياه عين الفيجة وهذا ما نفاه الثوار بشكل قاطع بدليل عدم تعرض المنشأة أو المياه للأذى طيلة الأعوام السابقة التي سيطر فيها الثوار على المنطقة بالكامل".
ويشير "الباشا" بأن حملة النظام الأخيرة على الوادي أدخلت دمشق بأزمة مياه خانقة وخاصة بالأمس بعد أن خرجت منشأة المياه عن العمل بالكامل، الأمر الذي جعل أهالي دمشق يعيشون أزمة كبيرة في تأمين مياه الشرب والتي وصلت لأسعار قياسية قاربت دولارين للتر الواحد بعد انقطاعها عن العاصمة دمشق بشكل كامل.
صمود وانجازات
وعن الوضع الميداني يقول "باسل أبو جواد" نقلا عن مصدر عسكري في البلدة لأخبار الآن بأن النظام بدأ حملته من عدة محاور والتي كانت أقساها محور "وادي بسيمة" ومحور قرية "عين الفيجة" وذلك بعد أن فوجئ النظام بصمود جبار للثوار هناك أسفر عن مقتل ما يقارب 40 عنصرا من قواته حتى اللحظة وسحب عدة جثث بالإضافة لتكمن الثوار من أخذ أسرى من قوات النظام وتدمير دبابتين وتركس وقتل طواقمها.
ويشير إلى أن النظام عمد إلى تدمير البنى التحتية في البلدة وذلك لدفع الثوار الرضوخ لمطالب النظام بالاستغناء عن مصادر المياه والخروج من وادي بردى وإقامة مصالحة فيها على غرار ما جرى في مناطق الريف الدمشقي الأخرى، ولأجل ذلك قام بتدمير مبنى
الدفاع المدني والهيئة الإعلامية ونقاط الهيئة الطبية بالإضافة لمؤسسة مياه عين الفيجة ولكن بالرغم من ذلك لازال خيار الثوار الأكيد بالمقاومة بدلا من القبول بأي تسوية على الشكل الذي يريده النظام.
اقرا أيضا:
قوات سوريا الديمقراطية تصل لمشارف سد الفرات
مقاتلو داعش يعيشون في خوف وتوتر مع تقدم "غضب الفرات"
قوات سوريا الديمقراطية تستعيد 5 قرى قرب الرقة من تنظيم داعش