أخبار الآن | غازي عنتاب – تركيا (هيام النشار)
يحتفل العالم اليوم الثلاثاء 8 آذار/ مارس بـ "اليوم العالمي للمرأة". وبينما تصر نساء العالم على إكمال مسيرة طويلة من تحصيل الحقوق في ظل مجتمع كوني ذكوري، تعيش المرأة السورية في ظروف أقل ما توصف بأنها استثنائية وقاهرة، بحيث انحسر طموحها غالبية النساء إلى تأمين الملاذ والأمان لهن في حرب طحنت كل من في طريقها. ورغم اختلاف وضع المرأة السورية في مكان تواجدها، إلا أنها تشترك مع غيرها من السوريات بتحمّلها إفرازات الحرب وتبعاتها.
هنا في تركيا، وتحديدا في مدينة "غازي عنتاب"، وبعيدا عن المحاولات المختلفة للمرأة في تأسيس بعض النشاطات المختلفة أو تواجدها في مؤسسات أو منظمات تعمل في شؤون الثورة، لابد من الالتفات إلى النساء المهمشات اللواتي يعشن حياتهن اليومية على وقع ظروف اللجوء الصعبة. كيف ينظرن ليوم المرأة؟ وما هي مهام المرأة السورية في تركيا اليوم؟ مشكلاتها وآمالها؟ وبماذا تحلم؟.
الحياة الكريمة في اللجوء
نساء عاملات، ربات بيوت، طالبات، وباحثات عن عمل لمساندة أسرهن على تكاليف الحياة اليومية؛ هذا هو حال الشريحة الأكبر من نساء سوريا في "عنتاب"، تقول "صبرية أم أحمد" 42 عاما، وهي ربة منزل تعيش في منطقة "ياديه تابه": "لا أعرف ما هو يوم المرأة، لكني أعتقد أن كل الأيام هي لمعاناة المرأة وتحملها ما يحدث في بلادها، أنظر بعين الحسرة إلى النساء السوريات اللواتي أجبرتهن حالة اللجوء على اختصار أحلامهن بالكفاف اليومي".
لكن "صبرية" ترى "صبرية" أن "عنتاب" هي المدينة المناسبة لحياة المرأة السورية، كونها مدينة محافظة وفيها تقاليد مشابهة للمجتمع السوري في العادات والتقاليد والجانب الديني.
ولم تسمع كذلك "أمينة" 28 عاما، بيوم المرأة العالمي، فالاحتفالات لا تعنيها، على حد قولها، وترى أنه من الضروري اندماج المرأة في المجتمع التركي حتى تنقل النساء المعاناة الحقيقة للعالم وتسليط الضوء على جرائم الأسد بحقهن.
أمينة، التي سبق وأن اعتقلت لمدة قصيرة في سجون الأسد، ترى بأن إقامة احتفاليات بيوم المرأة لا يجدي نفعا بقدر ما يجب على كل "المسؤولين"، كما تقول، إبراز وجوه النساء العاديات اللواتي لا تفسح لهن ظروفهن برواية تجاربهن الهامة والمريرة.
المرأة السورية .. أحلام مختلفة
بالمقابل، ترى "لينا" الطالبة الجامعية أن يوم المرأة العالمي هو فرصة لإبراز نضال السوريات في الثورة ومحاربة نظام القمع الاستبداد وتشير إلى أنها ستقوم بجلسة مع زملائها الأتراك لشرح واقع المرأة السورية في ظل الثورة والحرب.
ربما يختلف حلم وأمنيات المرأة من حيث موقعها الاجتماعي ومستوى تعليمها أو مستواها الاقتصادي، لكن الذي يبدو واضحا أن هناك أمانٍ ترنو إليها كل نساء سورية يتقاسمها الحنين إلى الوطن.
"إيمان" 24 عاما، تقول: أحلم بالعودة إلى حلب، كنت أنتظر يوم المرأة كل سنة للناضل من أجل حرية المرأة، اليوم نناضل من أجل حرية سوريا والمرأة والرجل.
"عليا" 31 عاما، عاملة في ورشة للخياطة، تقول: في يوم المرأة وفي كل يوم، أحن إلى ورشتي الخاصة في حي "صلاح الدين" في حلب، اجتماعنا صباحا مع الأخريات، صورة المرأة الحلبية العاملة والمربية طحنتها حرب الأسد ضد كل فئات الشعب.
"غنى" طفلة في الـ 12 من عمرها تقول: أحلم بأن أصبح وزيرة في سوريا عندما نعود.
"وعد" 29 عاما، ربة منزل: أحلم بأن يكبر أبنائي في جو من الأمان، لا أعتقد أنني سأعود إلى سوريا قريبا، لكني سأنهي حياتي فيها إن شاء الله.
"أم عبدو" 45 عاما: أحلم لبناتي بحياة كريمة ومستوى تعليمي يمكنها من حياتها القادمة، وتتساءل ابنتها "لجين" 15 عاما: "هل يمكن أن أصبح رئيسة لسوريا؟!".
وبين أحلامهن وهواجسهن، تبقة النساء السوريات أسيرات حلم الوطن والحنين إلى صباح القهوة السورية والوطن الي اعتقله نظام أباد في حربه على الشعب النساء والرجل والأطفال.
جدير بالذكر، أنه احتفل بيوم المرأة العالمي للمرة الأولى في الولايات المتحدة في 28 شباط/فبراير 1909، وعيّن الحزب الاشتراكي الأمريكي هذا اليوم للاحتفال بالمرأة تذكيرا بإضراب عاملات صناعة الملابس في نيويورك، حيث تظاهرت النساء تنديدا بظروف العمل، والاحتجاج على عدم المساواة الاجتماعية. واعترفت الأمم المتحدة في العام 1975، بيوم المرأة العالمي، الذي أصبح عطلة رسمية في أكثر من دولة.