أخبار الآن | البصرة – العراق (رويترز)
توفر مدرسة للموسيقى في مدينة البصرة العراقية فرصة للأطفال كي يتعلموا -خلال الصيف- العزف على آلات موسيقية على أمل إبعادهم عن دائرة العنف في البلاد والتي تُهلك كثيرين وتُدمر مستقبل آخرين.
وتقدم المدرسة- التي يتكون طاقمها من متطوعين- للأطفال من سن الخامسة وحتى 16 عاما دروسا في العزف على آلات موسيقية متنوعة بينها الجيتار والبيانو والناي.
ولم يسبق لكثير من الأطفال الذين يلتحقون بتلك المدرسة أن رأوا آلات موسيقية في حياتهم اللهم إلا من خلال شاشة التلفزيون الأمر الذي حفزهم على التخلي عن اللعب وحضور دروس الموسيقى الصيفية.
وقال طفل ممن يتعلمون العزف بالمدرسة يدعى رضا فاضل "أتعلم ع الموسيقى بدل ما نلعب بالشارع. نيجي هون نتعلم وأني ما شايف بيانو. شايفه بس بالتلفزيون ما قاعد بيه صدق. هسه (الآن) نقعد ونعزف بيه والجيتار والكمان. بدل ما تلعب مسدسات تيجي هنا تعزف. وهاي فرصة ثمينة لان راح تبدأ المدارس لانه عطلة."
دراسة: عزف الموسيقى فى الصغر يعزز القدرات العقلية
ودار حوار بين طفلة أُخرى تدعى رنا نبراس ومراسل تلفزيون رويترز الذي سألها وأجابت وكان بينهما ما يلي: "المراسل: شنو شفتي وايش تعلمتي جاية هنا شو تسوين؟ رنا: علمود (لكي) أتعلم الموسيقى وأتعلم البيانو والأورج وكل الموسيقات. المراسل: شفتي شي حلو؟ رنا: كل شي شفته حلو. المراسل: مسكتي الآلآت وتعلمتي بيهم؟ رنا: تعلمت ع البيانو اليوم."
ومدرسة الموسيقى تلك من بنات أفكار عدنان ساهي رئيس قسم الموسيقى في كلية الفنون بجامعة البصرة.
ويرى ساهي وهو مدير مشروع أوركسترا الأطفال في البصرة أن صوت الموسيقى يطغى على العنف ويمكن أن يملأ حياة الأطفال ويوفر لهم حالة سلاما داخليا مع أنفسهم ومجتمعهم.
العزف على آلة موسيقية قد يخفض خطر خرف الشيخوخة
وأضاف "بطبيعة الحال هو الانسان بشكل عام بما فيه الطفل هو استجابة لمؤثر معين. البيئة هي المؤثر والسلوك هي الاستجابة لهذا المؤثر لهذه البيئة. فاحنا نحاول بطريقة أو بأخرى انه يعني ننقل الطفل من حال سلبية إزاء المؤثرات البيئية المحيطة به إلى حالة أكثر نضوج. أكثر وعي. أكثر جمالية. نحاول نبعده عن لغة العنف. لغة الإقصاء."
وتنظم المدرسة فصولا مكثفة في المركز الثقافي بالبصرة التابع لوزارة الشباب والرياضة. وتعتمد المدرسة على مُعلمين متطوعين يعملون فيها بين الساعة الخامسة والثامنة مساء أيام الأحد والثلاثاء والخميس من كل أسبوع.
والالتحاق بالمدرسة مجانا لكن على كل طالب تحمل تكلفة قدرها 75 ألف دينار (نحو 60 دولارا) لشراء الآلآت الخاصة بهم. وتوفر المدرسة آلآت موسيقية مجانا للأطفال غير القادرين مثل الأيتام والذين يعانون التوحد أو من مشكلات سلوكية أو نفسية.
وتقول المدرسة إن عدد من يدرسون بها حاليا يبلغ نحو 50 طالبا. وإذا زاد إقبال الأطفال عليها تأمل أن تحصل على بعض التمويل من الحكومة المحلية وإلا فإنها ستضطر للإغلاق بسبب ارتفاع تكلفة الإيجار والآلآت.